نصوص أدبية

يراعي سلسبيل الروح

يراعي سلسبيل الروح

عشقي .. بهجتي  .. ظلي

jafar almuhajir2

يراعي سلسبيل الروح / جعفر المهاجر

 

ضوئي  اليراعُ .. أهيمُ   في أسفاره

وبنبضه    أحيا    بلا  جدرانِ

وإذا الأسى قد نال مني مقصدا

أشدو وأشدو في لظى حرماني

أسقي حروفي من صهيل مواجعي

مقرونة     بالحب    للإنسانِ

إن اليراع  نداؤه   في أضلعي

لن  يستكين    لناعق   طعّان

متعففا  أبقى  وحرفي  مشعلي

لن  أنحني    للقهر  والسجان

وأنا  إلى  موتي  أسير  بلهفة

إن جف حبري واليراع جفاني.

وأيمُ اللهِ والنورِ

وحق التين والزيتون والطورِ

يراعي صاحبي الأبهى

يراعي عالمي الأنقى

به أعلو إلى أسمى الفضاءاتِ

به تسمو جراحاتي وآهاتي

به أشدو مع  الإنسان

في أسمى نداءاتي

به  تحلو ترانيمي

بلا زيف  وتعتيمِ

يراعي فيه مشكاتي

عذاباتي  .. صباباتي

مناجاتي وصولاتي

وأشجاني وآهاتي

يروم العشق والصدقا

يدين  الذبح والتدمير والحرقا

يراعي  يقذف الجمرا

على الزيف الذي آستشرى

جليل القدر هدارٌ

وكالأمطار  مدرارُ

ودوما هكذا يبقى

***

يراعي ثروتي الكبرى

من رب السماوات

يصوغ حروفه نثرا

وشعرا تارة أخرى

ثريٌ  في معانيهِ

وشهم في مساعيهِ

صبور في منافيه

نقي في حواشيه

بهي في قوافيه

قويٌ مثل موج البحر

في أقسى دواهيه

يناغيني .. أناغيه

ويسقيني  ..  وأسقيه

عفيف طاهر الأردان

حر يرفض الجدران

والظلماء والسجان

كشمس تحضن الشطآن

كطير يبدع  الألحان

وزهر ساحر الألوان

يهدي عطره الفواح

للأحباب والخلان

مهما عسعس  الليلُ

ومهما  أزبد الويلُ

وأرغى في حنايا الأرض

أعداء الصباحاتِ

وأزلام البذاآت

وأربابُ الغواياتِ

وتجار العداواتِ

***

يراعي سيفي البتار

على الأوغاد والأشرار

رموز القهر والعطبِ

على الأحرار جزارون ويحهمُ

لا أخلاق لا إحسان عندهمُ

ولا  دينٌ ولا عهدٌ ولا ذممُ

وللأسياد هم خدمٌ

ملوك كلهم وخمُ

أكّالون للسحت

وسبّاقون للكذب

ثعابين وغيلان

مناكيٌد وذؤبانُ

زعامات  مشوهة

وأوثان أذلت أمة العرب

***

يراعي يسرج الأنوار

للأحرار والنُجُبِ

ويسمو في فضاء الفكر

في الآفاق كالشهبِ

سيبقى منهلا  للطهر

نصيرا للمساكين

عدوا للفراعين

ويهدي أنجما خضراء

من بوح الشرايين

رغم العسف والكُرب

***

يراعي سلسبيل الروح

عشقي .. بهجتي  .. ظلي

هو الغواص في الأعماق

لا يخشى من البللِ

ولن بسعى إلى الخطل

ورغم الظلمة الخرساء

يرنو للفضاء الرحب

ظمآنا إلى الأمل

ولم يشكو من التعب

ولن يسعى إلى الرتب

ولا الغلواء والصخب

يراعي  نخلة فرعاء

فيها يزدهي الثمرُ

ومنها يبدأ السفرُ

إلى ساحات أوطاني

يراعي نبعيَ الحاني

وأفراحي وأشجاني.

 

جعفر المهاجر.

 

 

في نصوص اليوم