نصوص أدبية

الدمعُ بالسرّ أشفى منه بالعلنِ

الناسُ تبحرُ خوفَ الحتفِ في سفنٍ

وحدي أنا الحتفُ ربانٌ على سَفَني

abdulfatah almutalibi

الدمعُ بالسرّ أشفى منه بالعلنِ / عبد الفتاح المطلبي

 

الدمعُ بالسرِّ أشْــــــفَى منهُ بالعلَنِ

يا حاضراً ظلَّ يُقصيـــني بِلا و لَنِ

 

شَكا الفؤادُ أمــــــوراً أنتَ تعرفُها

تؤودُهُ ويجاريـــــــــها على دَهَنِ

 

يبدي رضاً غيرَأنّ الشوقَ يفضحُهُ

كأنّما راضـــــــــــــعٌ ثدياً بلا لبَنِ

 

وصارَ مثلَ قَطـــــاةٍ غالَها قفصٌ

لمْ يرضَ بالعيش في زنزانةِ البدَنِ

 

قلبٌ تُشاكسهُ النبضــــاتُ معترفاً

أن التغاضيَ شــيءٌ ليسَ بالحَسَنِ

 

يا عاذلاً قد تحرّى كـــــلّ سانحةٍ

حتى تقصّاهُ طيفاً مرّ في الوسَنِ

 

قد ضلّ في الصَدرِ حلمٌ كنتُ أحسبَهُ

هو الدليل إليـــــــهِ لا إلى وَهَني

 

وراحَ يُزري بأوجـاعي ويشجبُها

ويدّعي أنها قـــــولٌ على ظِنَنِ

 

وإنّ صَدريْ يبـــــابٌ لا يُساكنهُ

كأنما لم يقــــارفْ فيهِ من سكَنِ

 

يقتادُني لصحارى العشقِ منفرداً

ميْتاً كأنّ فــؤادي صار لي كفَني

 

مُفــــارقٌ عقّهُ خِـــــــــلٌّ فألجأهُ

إلى التبتّلِ فــــــي نُسكٍ إلى وثَنِ

 

يطوفُ من حـــولهِ حولاً بلا كللٍ

وليسَ يشبعُ مـــن حجٍّ وليسَ يَني

 

صلاتُهُ عبِقتْ بالوجـــــدِ يومَ نوى

على النوى فإذا الأسـقامُ في بدَني

 

أنا الذي مُـتُّ مرّاتٍ ومـــا شَبعَتْ

روحي من الموت مصلوباً على شجَني

 

دعِ الجراحَ ففي عشـقي لهُ وجدتْ

عُقارَ بُرءٍ إذا الآجـــــــالُ لم تحُنِ*

 

إذا اختليتَ إلــــــــــى نفسٍ معذبةٍ

تتوقُ للبوحِ فاســـمعْ سِرَّها وصُنِ*

 

وإن دعتكَ إلى شـــــــيءٍ تُحاذرهُ

فتلك والله أقصـــــى ذروةِ المِحَنِ

 

دعْها تبثُّ الذي فيــــــها لعلّ بها

ما يُنجدُ الروحَ من خوفٍ ومن حَزَنِ

 

ما بدّلَ الدهرُ يومــــا ً من سجيّتِهِ

فإن صَديتْ فســـــقياهُ على شَنَنِ

 

يامن تحاصرُ روحي بين محنتِها

تريدُ منها اختياني وهــي لمْ تَخُنِ*

 

الناسُ تبحرُ خوفَ الحتفِ في سفنٍ

وحدي أنا الحتفُ ربانٌ على سُفُني

 

.................

ملاحظة: في الأبيات: 14و15و19 تختلف حركة الحرف ما قبل الروي بما يسمى سناد التوجيه وقد أجازه العروضيون لكثرة وقوعه في أشعار العرب، المصدر، ميزان الذهب، سيد أحمد الهاشمي، دار الكتب العلمية، بيروت.

 

 

في نصوص اليوم