نصوص أدبية

طائري الذي كفَّ عن الغناء

أتململُ في فراشي ذاتَ صبحٍ

وقد أكلت الوحشةُ قلبي

ahmad alhili

طائري الذي كفَّ عن الغناء / أحمد الحلي

 

1

جَفَّ مائي لجفائكِ نَشَجتْ دِمائي

غابتِ النغمةُ حينَ غِبتِ غامت الرؤى

تعثّرتْ خطوتي وتشظّتْ بَهجتي !

2

أجلسُ حائراً في بيتي قُبالةَ قفصٍ

كفَّ طائرُهُ عن الغناء منذُ أمدٍ ،

فكّرتُ في الأمرِ مَلياً

حاولتُ أن أجدَ تفسيراً لهذا الأمر

ولكني لم أصلْ إلى شيء

قلتُ مع نفسي ؛

" ربما سئمَ طائري معيشتَه هنا

حبيساً داخل قفص "

أحسستُ بالذنبِ ،

وقررتُ أن أُطلقَ سراحَهُ

ولكنّه أبى أن يخرجَ حين فتحتُ له البابَ

قلتُ مع نفسي مجدداً ؛

"إن طائري ربما يعاني الوحدة "

ومن أجل ذلك جلبتُ له انثى

ولكنه لم يشأ أن يقترب منها

ولم يبادلْ ودَّها بود

بدا لي حزيناً وكئيباً

في ذات الوقت كان قلبي

قد كفَّ عن الغناء أيضاً في قفصِهِ

مرَّ وقتٌ طويل

وفجأة وبينما أنا

أتململُ في فراشي ذاتَ صبحٍ

وقد أكلت الوحشةُ قلبي

رنَّ جرسُ الهاتف

كان صوتُها ، الذي افتقدتُهُ

هامساً دافقاً بالحنين

في ذات اللحظة

انطلقَ صوتُ طائري

بتغريدٍ شجيٍّ

لمْ أسمعْ مثلَهُ قط !

 

 

في نصوص اليوم