نصوص أدبية

رؤيا شعرية

nooradin samoodوقـُلْ لِـدُجَى الليل أن ينجـلي!

ليـُشْـرقَ في الأرض فَـجْـرٌ سعيدْ


 

رؤيا شعرية / نورالدين صَمّود

 

على السهلِ يَـنـْداحُ لونُ الربـيعْ

وتَنْـبَسِط ُالخُـضْـرة ُاليانِعَـهْ

 

ويمتدُّ في الأفـْقِ موجُ الــزُّروعْ

ويَرقُـصُ رقصتَـَـه الرائعـهْ

 

ويَنــبَـعُ مـنه قصـيـدٌ بديـعْ

تَدفَّـقَ مِنْ أرضِـهِ الشّـاسعَـهْ

 

له ألفُ معنـًى جمــيل ٍرَفيـعْ

وأنْـوارُه، كالسَّـنـا، ساطِعَـهْ

* * *

وتـَعرُجُ في الجوِّ أحلى المعاني

كَنَـافورةٍ أو كَسِـرْبِ حَمـامْ

 

تـُـحـلِّـقُ رائعـة ًكالأغاني

وتَكْشِفُ بالنورِ سِتْـرَ الظـلامْ

 

وتنـشـُرُ شِعـرًا كأغلى الأمـاني

فتغـدو الحـقـيـقة ُشِبْهَ المنـامْ

 

وينبثقُ الشـِّعـْـرُ مثــلَ المثـاني

فتـسْــمعُـه العـينُ دون كلامْ

* * *

أرَى خُـضرة ًفي السفوحِ تـُراقْ

وفـوقَ رُبـوعِ الـشَّبابِ تَلــوحْ

 

سُيولٌ لها في السُّـهـولِ انطـلاقْ

بها اخْضَوْضَرَتْ في الربيع السفوحْ

 

وللشِّعـرِ كالنـُّورِ منـها انبـِثــاقْ

يَظـلُّ، بِعَـذْبِ المعاني، يـبـوحْ

 

تـُحـلـِّقُ أبيـاتُـه كالـبُـراقْ

وتَعْـرُجُ نحْـو السما في جُمـوحْ

* * *

وألمحُ شيـخًا جليــلا ًوَقُـورْ

له جُبَّـة ٌفي بياضِ الثـلـوجِ

 

ينادي ابنـَهُ الشاعرَ المستنيـرْ

ويدعـوه: "سِـرْ فوقْ هذي المروجْ!

 

فهـذي طريقـُـكَ فيها المَـسيرْ

ومـنهـا إلى المَـلكوتِ العُـروجْ

 

وطـِرْ كفـَراشٍ حَـــداهُ العبيـرْ

إلى جَــنـةٍ ناشدَتْـكَ الـوُلـوجْ!"

* * *

ولاح على السهل طِـفـلٌ غـريرْ

يحاكي مَلاكـًا وديعًـا وَسِــيـمْ

 

يُسائل، في حَـيـرةٍ، عـن مَصيرْ

بني الأرض، بَعْـدَ صِـراعٍ أليمْ

 

ويأتي الجـوابُ بـصـوتٍ جَهـيرْ

كمـا يَـطْـرُدُ النـورُ ليلا بَـهيمْ:

 

(بَـني البُـؤس ليس لـكـمْ من نـَصيرْ

سِــوى نـَظـْـرةٍ من إلـهٍ رحيمْ)

* * *

وناديتُ طـفـلَ الغـدِ المقبِـلِ:

"أ يا رمـزَ نـصْـر ٍوَعهـدٍ جديـدْ!

 

تـعـالَ أقبَـِّـلـْكَ يـا مـأمَـلـي!

فـفـيـكَ تـلوحُ معـاني القـصيـدْ

 

رَجَوْتـُكَ في القـلبِ فـلـْتَـنْـزلِ!

فأنـتَ بعـينِيَّ جـيْـشٌ عَـتــيـدْ

 

وقـُلْ لِـدُجَى الليل أن ينجـلي!

ليـُشْـرقَ في الأرض فَـجْـرٌ سعيدْ

* * *

أ . د. نورالدين صمّود

 

 

في نصوص اليوم