نصوص أدبية

مراسي الشُّهُب

sami alamiriرغيدٌ كمثل كمانِ ليلٍ لعازفٍ

تقبِّلُهُ الآهاتُ ثُمَّ تُعيدُ


 

مراسي الشُّهُب / سامي العامري

 

سلامٌ، وقد عزَّ السلامُ، مديدُ

لكونٍ كوى ليْ النفسَ فهي تريدُ

.

وإنْ تاه ليلي بين دمعي وبسمتي

فجَفنيَ عن عصر الجفافِ بعيدُ

.

فما بسمتي إلاّ زوالٌ  كومضةٍ

وأمَّا دموعُ المرء فهي نشيدُ

.

نشيدٌ يهزُّ الأرضَ من جَنَباتها

وترفعُ بحراً بالأصابعِ بِيدُ

.

وينثالُ لونُ الريح فوق مواسمٍ

جفاها هي الأخرى زمانٌ رغيدُ

.

رغيدٌ كمثل كمانِ ليلٍ لعازفٍ

تقبِّلُهُ الآهاتُ ثُمَّ تُعيدُ

.

ليدركَ مرساةً عَلاها كنورسٍ

شهابٌ وهل ينسى الذراعَ وليدُ ؟

.

تهاوى لحضن البحرِ لكنَّ هاجساً

تناهى بأنْ أوغلْ فصاح : وحيدُ

.

وـ حتَّام ؟ ـ لم أسألْ وذهني ملبَّدٌ

بما يُحزنُ الأحرارَ، والقيدُ تعويدُ

ولا ـ كيف ؟ ـ والذكرى كما الغيبِ حيرةٌ

رجوتُ بها وعداً فجاء وعيدُ !

.

وفاتنتي كم قد شكوتُ دلالَها

فلا ينثني خَصرٌ ولا يرعوي جِيدُ

.

وفي حقلِ أقمارٍ تَبَلْبَلَ خافقي

كناقفِ صهباءٍ فظلَّ يميدُ

.

فلا الوجدُ بيْ سارٍ إلى مَن هويْتُهُ

ولا مَن هويتُ اشتاق والشوقُ توحيدُ

.

توحَّدْ فنصفُ القلب أمسى مخدَّراً

بوعدٍ وما الميعادُ دينٌ وتسديدُ

.

ولكنْ صلاةٌ واحتراقُ مباخرٍ

وشمعٌ وترتيلٌ وطهرٌ وتعميدُ !

 

 سامي العامري - برلين 

في نصوص اليوم