نصوص أدبية

مِن حالاتِ الطَنْطَل

husan anbaralrikabiلكنّني مُغــــادَرٌ في قاعِ أرضٍ مُهمَلة.

أجوبُ في مَساربِ الظلامِ وهي مُقفَلة.


 

مِن حالاتِ الطَنْطَل / حسين عنبر الركابي

 

الّلامُ في اسْمِي لا تكونُ رَخوةً مُختَزَلـةْ.

والنونُ لا بُدَّ لها من رَنَّـةٍ وجَلجَاــةْ.

لا يَنْطِقُ الطاءَ فَمٌ إذا بَراهـا خَجِلــة.

اسمي بِغَيرِ لفظِه الصَحيحِ بَدءُ مُعضِلـة.

بعضُ شُجوني هذه اللامُ الركَيكةُ المُهَلهَلة.

**

أسكَنَني الإنسانُ في دُروبِه المُنعَزِلــــة.

وخَصّني بالليلِ حينما يَبُثُّ أوَّلَــــه،

لكي أحِلَّ في الظلامِ، حَقَّــهُ وأخْيِلَــه.

أرومُ للبَـــرِّ عنِ النَّفاذِ أنْ أُحَوِّلَـــه.

وأنفُخُ الصمتَ على النخيلِ حتّى أُجفِله،

كيْ يُربِكَ القلبُ بِمِشيَةِ الوَحيدِ أرجُلَه،

أصيرُ في قَفاهُ من يَــــدٍ تَطُوفُ أنمُلة.

شَريطَتايَ عُتمَةٌ وخَلـــوَةٌ مُتّصِــــلَة.

**

يا مُتعَـــةَ الإخافةِ التي تَوالَى هَزِلــة.

ملامِحُ الناسِ بهِــــا هَزائِمٌ مُخَـوَّلَـة.

ظُهورُهم بِمَسرَجي مِن رُعبِهم مُحَمّلَـة،

إلى الصباحِ بامتِطايَ مُوجَعاتٌ مُثقَلة.

أو سُوقُهم بِوَحلِ حُفرَةٍ مُكَبَّـــلة,

فَيَرغَبُ الإذعانُ للأطيانِ أن تُبَلِّلَه.

يا نَشوةَ الطاعةِ من يَدٍ مُزَلـــزَلة.

ولَذّةَ الخُضوعِ والخُنوعِ دونَ مَسألة.

ويا ارْتِعاداً كَسَّرَ الغُرورَ إذ تَخَلَّلَـه.

وما وَساوسُ العُتاةِ نامِياتٍ مُرسَلَة،

إلاّ علائِمَ انْتِصاري في الذُيوعِ مُوغِلَة.

يُقَهقِــــهُ المساءُ في سعادتي المُعتَمِلة.

**

لكنّني مُغــــادَرٌ في قاعِ أرضٍ مُهمَلة.

أجوبُ في مَساربِ الظلامِ وهي مُقفَلة.

ولا حديثَ في مَحاطِ وَحدَتي المُستَرسِلة،

إلاّ حديثُ النَفْسِ لا أجهَدُ في أنْ أدخُلَه.

أرى القُرى مُنصَرفاً مَساءُها مُنشَغِلة،

مُقتَعِداً من جِذعِ نخلَةٍ طَريحٍ خَلَلَــه.

قد يَنْشَطُ الأنامُ في مَذَمّتي، مُفَصّـلة،

قَد يُدخِلونَ في تَرَبُّصي ما لمْ يَكُنْ وكانَ له،

يُلقُونَ خوفَهم مَعايِـباً عليَّ مُنـزَلـة.

لا تَفتأُ السُوأى على أسمارِهم مُنتَقِلة.

حتى اسمِيَ الذي أُحِبُ أوْرَثوني مَلَله،

لِوقْعِ ما يُخفونَ في شعابِه المُقتَتِلـة.

**

أنا ما ألقَتِ الظُنونُ أنجَبَتها مَجْهَـلة.

أنا تابِعةُ اطِّراحٍ في خَلاءِ مَرذَلــة.

أنا المُحاطُ بالنُفورِ مُستَثيراً عِلَلَــه.

مَنْ يُوشِكُ اتِّخـاذَ ما بِهِ يُـذَّمُ، مَنزِلة.

المُخْرَسُ المَكبوتُ في تَكَــوُّنٍ لن أُبدَلَه.

فكَيفَ تأتي فِعلَتي في لَهبِ المُحَصِّلة؟!

الهُزءُ بالخُصومِ ما يَشفي وأبغي جَذلَـَـه،

البَدأُ فيهِ الغايَةُ القُصوى وأنْ استَكمِلَه.

لكنّني لم تَقتَرِفْ كَفّي دَماً أو مَغْسَلَه.

لم استَلِبْ مِن مالِكٍ عَزيزَهُ أو مُغْفَلَـــه.

ولَم ،ولَمْ..كبَعضِ ما للناسِ من مَسالِكٍ مُذَلّلَة.

**

أنا الأذى لِقادِحي ولي، بِجَنبِ مُؤمَلَــة.

 

....................

- الطنطل هو ما يعتقد أهل العراق في حكاياهم من كائن يتربصُ مارّةَ المعزول من الأماكن ليلاً، يُرعِبهم ويسخرُ منهم ويَبتَذِلُ وقارهم. يلفِظُ أغلبُهم اسمَه بحروف مُفَخَّمةٍ رنّانة.

 

 

في نصوص اليوم