نصوص أدبية

يـا بـنـتَ ســومـرَ

yahia alsamawi2أمـسَـيْـتُ مـمـسـوسـاً وكـنـتُ عَـهِـدتُني

جَـلِــداً عـلـى أمــرِ الـهــيــامِ  صَـبـورا


 

يـا بـنـتَ ســومـرَ / يحيى السماوي

 

أرَضَعـتِ مـن مُـقـلِ الزهـور عـطورا ؟

أمْ كـان مـهــدُكِ يــا بــتــولُ زهـــورا  ؟

 

أثـمَـلـتِـني برحـيـقِ صـوتِـكِ فانـتـشـتْ

روحٌ تــنــفّـــسَــتِ الــدخــانَ دُهـــورا

 

أمـسَـيْـتُ مـمـسـوسـاً وكـنـتُ عَـهِـدتُني

جَـلِــداً عـلـى أمــرِ الـهــيــامِ  صَـبـورا

 

لا تـحـذري نـاري فـإنّ أضــالــعــي

حَـطـبي ولـسـتُ بـمَـنْ يخونُ ضَـميرا

 

أدريـكِ طـاهـرةً .. وحـسـبـي أنـنـي

عـاهــدتُ ربـي أنْ أمــوتَ طـهــورا

 

فـتـدَبَّــري أمْــرَ الــغــريـبِ فـإنــهُ

طـفـلُ الـمـنى لا يـحـسِـنُ الـتـدبـيـرا

 

ماذا أريـدُ ؟ سَـلي نـمـيـرَكِ مـا الذي

يـرجـوهُ عـشـبٌ لا يـطـيـقُ سَـعـيــرا

 

وسَـلي قطوفـكِ صبحَ وجهِـكِ واسألي

لــيـلاً  يـتـيـمَ  الـنـجـمِ شَــلَّ بـصـيـرا

 

يـعـدو وراءَ هـديـلِ صـوتِـكِ حـامـلاً

قـلــبــاً بــريءَ الـعــنــفــوانِ غــريـرا

 

أمْـسَــكـتِِ عـنـهُ قـرنـفــلاً  وربـابـةً

ورغــيـفَ صـحـنِ مـودَّةٍ ونــمــيـرا

 

لا تـحـرمـيـنـي لــذّةَ الـمـوتِ الـذي

أحـيـا بـهِ فـي الـعـاشـقــيـنَ دهـورا

 

لو تعلميـنَ بـمـا كـتـمتُ عـذَرتِـنـي

وغـدوتِ ليْ في اللائـمـيـنَ عـذيـرا

 

لا زال قـيـسُ بـنُ الـمـلـوَّحِ نـابـضـاً

والـعـامــريــةُ تــســتــفــزُّ خــدورا

 

إنْ كان قـلـبـي مُـسـرفـاً بـهُــيـامِـهِ

فـلأنَّ عــشـقـي يـأنـفُ الـتــقــتـيـرا

 

حـسـبـي أرى ضـعـفـي أمامـكِ قـوّةً

ورداءَ ذُلّــي فـي هــواكِ غـــرورا

 

لا تـوصِـدي أبـوابَ مـمـلكةِ الهـوى

فـالـعـشـقُ أرسـلـنـي إلـيـكِ سـفـيـرا

 

قـدَّمـتُ أوراقَ اعـتـمـادي : نـخـلــةٌ

تهبُ النضيدَ وتـحـضنُ الـعـصـفـورا

 

وتـرشُّ دربَ الـعـاشـقـيـنَ بـظِـلِّـهــا

وتـمـدُّ مـن هـدبِ الجـفـونِ حـصـيـرا

 

أمَـرَ الهـوى قـلبي فـجـئـتُ مُـبـايـعـاً

عـيـنـيـكِ داراً والــفــؤادَ عــشــيــرا

 

أنا مَنْ أنا ؟ ماعـدتُ أذكـرُ فانـشـري

خَـبـري عساني أسـتـعـيـدُ حـضـورا

 

خـوفي علـيـكِ إذا رفـعـتُ شِـكـايـتـي

يومَ الـحـسـابِ وقد ظـلـمـتِ حـسـيـرا (*)

 

شـفـتي بهـا ظمأ الـرِّمالِ ألا اسـقِـنـي

من كأسِ مـبـسـمكِ الضحوكِ زفـيـرا

 

يـا بـنـتَ سـومـرَ لـلـمـشـوقِ عـذيـرُهُ

لـو جـازَ فـي تـهـيــامـهِ الـمـحـظـورا

 

أيـن الـهـروبُ إذا الـصّبابـةُ حمحـمتْ

واسـتـنـفـرتْ شغـفَ الـفـؤادِ ظـهـيـرا ؟

 

جَــيَّــشـتُ أشــواقـي فـأيُّ دريــئــةٍ

تُـنـجـيـكِ مـن  لـيـلٍ يـراكِ مُـنـيـرا (**)

 

حـربـي مُـقـدَّســةٌ ... فـإمّـا قــاتـلاً

أغـدو فــأقـتـل بـالـنـسـيـمِ هـجـيـرا

 

أو  أنْ أخـرَّ عـلـى يـديـكِ تـوسُّــلاً

أنْ تـأخـذيـنـي مـا حـيـيـتُ أســيـرا

***

 

..............

(*) الحسير : المتلهف من صبابة

(**) منيرا : صفة لموصوف محذوف قمرا .

 

 

في نصوص اليوم