نصوص أدبية

في رِثاء سينَما الوطني

husan anbaralrikabiأدَّيتِ أنَّ الأنــــامَ أشكــــــالا،

شٌعورُها واحــــدٌ يُوَحِـــدُها.


 

في رِثاء سينَما الوطني1

 حسين عنبر الركابي

 

سينما الوطني الشَّتْوِي

ما يَقضِمُ الوَقتُ في تَطاوِلِهِ

يُدعَى – وبينَ الفُتاتِ – أطلالا.

ما يَنقُضُ الفأسُ من تَراكُمةِ –

البالي – لِنَضْدِ الجَديدِ – إبدالا.

ما بَعْثَـــرَ الحُسْنَ سُنّةً مِتَعاً

- مِن دونِ إرثٍ – يكونُ إبطالا.

خَرابَـــةٌ بَعدَ مَحفَلٍ زَجِـــلٍ،

غَــرابَةُ تَستَطيرُ إخــــــلالا.

**

في القَيضِ قَد تَهْدئينَ أظلالا،

أو يَبسِمُ الظِّلُّ في ظَهيرَةٍ سكَتَتْ.

في باحَةٍ لا تَمَـــــلُّ إيغـــــالا

إلى ارتِفاعٍ تَغيبُ أركُنُــــــهُ،

قُبَيلَ فِـــــلمٍ يَشاءُ إقــــــلالا

في الفِتيَـــةِ الناظِرينَ، مُنتَخِبا.

قد يَنزِلونَ البَعيدَ تَجــــــوالا،

ويَلمَسونَ القَريبَ تَبصِــــرةً.

**

في العِيدِ والصِبيَةِ الذِينَ جَرَوا

في الوَفْرِ يَستَجمِعونَ ما سالا،

جَرَيتِ تُسدينَ نَشوةً رَصَـــفاً،

كَمُنْتَقٍ مِن مُحَبّــــَبٍ، والَـــــى.

تَسَنَّمَتْ أنفُسٌ مُؤَنَّسَــــــــــةٌ

أمانِياً ما اقتَضَينَ أفعــــــالا.

تَفَرّقَ الذاهِبـــونَ في صُوَرٍ،

مِن جَمعِكِ السعيدِ، أحـــــوالا.

***

 

سينما الوطني الصَيفي

ما يَحجِزُ النَّجمَ عنهُمُ زالا

في دارةٍ لَيلُها مُسَـقِّــــــِفُها.

جِدارُها في بَياضِـــه، حــالا

ما بَينَ أرضَينِ، شَفَّ، بَينَهُما.

مَوَدَّةٌ أنْ هَوائُـــــها انثـــــالا

يَمُـــرُّ بينَ الوُجــوهِ مُرتَبِكا

قد يَهدأُ الإنتظارُ إمهــــــالا

للرُّوحِ تَخْتَصُّ شاشَةً حَجَــرا.

**

مَقامُكِ المُنتَئي كأنَّ بِـــــــهِ

عن مَربَـــعٍ للزِحامِ إجفالا.

تَهيَّأتْ رَغبَــــةٌ مُهّـــــذَبَةٌ

تَبغي لهُ في القَصِيِّ إحــلالا.

قد يَلقُـــطُ المَرءُ في تَوَحِّــدهِ

- في صَفوِهِ – ما ضَميرُه قالا،

قد يَنبِـــذُ- الآنَ -في تَنَفُّسِهِ

هَواءَهُ المُستَجِدَ، أغـــــلالا.

**

" الشَّيخُ والبَحرُ" مَحشَدٌ طالا2

للصَّبرِ واللَّونِ شَدَّ ما احتَدَما.

تَنزُو بأُفقِ الصِراعِ أطـــوالا

مِن سَمكِ الغَورِ طاشَ مَهلِكُها.

لَكَمْ أحَطْتِ العُيونَ إفضـــالا

يُثيبُهـــا حُزنُهــــا وفَرحَتُها.

أدَّيتِ أنَّ الأنــــامَ أشكــــــالا،

شٌعورُها واحــــدٌ يُوَحِـــدُها.

 

البصرة - 25-10-2013

....................

1 - قبل هدمها كانت سينما الوطني الشَتوي في البصرة تقع في الشارع المعروف باسمها في طرفه حيث مركز المدينة وزحامها. تتقارب العُروضُ في أيام العيد إشباعاً لشغف الصبيان في اقتدارهم العابر. أما سينما الوطني الصيفي، دار الصيف والليل التي لا سقف لها وبشاشتِها الحَجَر فتَقَعُ في الطرف الأبعد من الشارع ذاته.

القصيدة من بحر المنسرح الثاني.

2 - الشيخ والبحر فلم عن قصة همنغواي المعروفة.

 

في نصوص اليوم