نصوص أدبية

حكاية ثورة

almothaqafnewspaperفَلا تَسْأَلْ عَنِ الجَانِيْ

هُمُ الشُّعَراءُ لا أَكْثَرْ


 

حكاية ثورة / منصر فلاح

.

لِمَاذا بَحْرُهُمْ أَصْفَرْ ؟

لِمَاذا بَحْرُنَا أَحْمَرْ ؟

.

لِمَاذا؟؟ كَيْفَ يَا هَذَا ؟؟

تَفَحّصْ وَجْهَنَا الأَغْبَرْ

.

وَحَاوِلْ أَنْ تَرَىْ شَيْئاً

يُفَسَّرُ وَضْعَنَا الأَخْطَرْ

.

لِمَاذا ..كُلّما مَرّ

نَكِيْرٌ جَاءَنَا أَنْكَرْ ؟

.

وَدُوْنَ شُعُوْبِ هَذِيْ الأَرْضِ

يَبْقَىْ حَظُّنا أَبْتَرْ ؟

.

تَفُوْزُ هُنَاكَ ثَوْرَتُهُمْ

وَيُهْزَمُ ثَوْرُنَا الأَزْعَرْ

.

هِيَ الثّوْراتُ يَا وَلَدِيْ

طُبُوْلُ الحَقِّ والمُنْكَرْ

.

فَلا تَسْأَلْ عَنِ الجَانِيْ

هُمُ الشُّعَراءُ لا أَكْثَرْ

.

أَذَاعُوْا بَذْرَ غَرْسَتِهَا

لِوَعْدٍ قَادِمٍ أَسْفَرْ

.

لِيَعْبُدَهَا هُنَا المَحْرُوْمُ

وَالمَغْبُوْنُ وَالمُعْتَرْ

.

فَقَدْ قَالوْا غَداً تَأتِيْ

لَهُمْ بِالسّمْنِ وَالسُكّرْ

.

وَيَسْقِيْهَا دَمُ الفُقَرَاءِ

بُغْيَةَ خُبْزِهَا الأَسْمَرْ.

.

لَعَلّ مَوَاسِم العَصْفِ

تُعَانِقُ صُبْحَهَا الأَخْضَرْ

.

فَتَنْمُوْ دُوْنَ وَعْيٍ فِيْ

عُرُوْقِ مَخَاضِهَا الأَعْسَرْ

.

فَتَسْتَهْوِيْ وَتَسْتَغْوِيْ

وَيَقْوَىْ عُوْدُهَا الأَبْجَرْ

.

وَيَغْسِلُهَا زُنَاةُ اللّيْلِ

بِالكَافُوْرِ وَالعَنْبَرْ

.

لِتُصْبِحَ عَذْبَةً أَشْهَىْ

وَتَغْدُوْ حُلْوَةَ المَنْظَرْ

.

فَتُجّارُ الهَوَىْ المَمْنُوْعِ

يَغْتَرُّوْنَ بِالمَظْهَرْ

.

وَحِيْنَ يَحِيْنُ مَوْعِدُهَا

وَتَجْمَعُ حَشْدَهَا الأَكْبَرْ

.

وَفِيْ أَلَقِ الخِطَابَاتِ

تَخُّطُّ خِطَابَهَا الأَشْهَرْ

.

وَتَكْبُرُ فِيْ حَمَاقَتِهَا

وَتُبْدِيِ سِحْرَهَا المُظْمَرْ

.

تَمِيْلُ كَظِلٍّ عَاهِرَةٍ

عَلَىْ الكُرْسِيٍّ وَالمِنْبَرْ

.

تَبِيْعُ دِمَاءَ عِفّتِهَا

وَمِنْ أَبْنَائِهَا تَثْأَرْ

.

فَلا تَعْجَبْ إِذَا قِرْدٌ

أَتَىْ مِنْ حَفْلَةِ المَهْجَرْ

.

تَلَقّاهَا بِأَحْضَانٍ

وَزَوّجَهَا إِلى العَسْكَرْ.

***

.

الشاعر منصر فلاح - صنعاء.

 

في نصوص اليوم