تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

شميرام بين الحسيّة والشّعور

almothaqafnewspaperأخواتي إخوتي الطيّبون النّابهون ها أنتم زرافاتٍ تتقاطرون

تّغنّيكم شموس بلادنا بلحنها السّرمديّ ومواويل قطر النّجوم

وهاهي الثّريا مع سُهيل اليماني يُرددان لحن ما تبقى من حنين

وقلبي يُغني لكم أغنيةً مُفعمةً بفرح الحزن السّاري في الوريد

تتجدّدُ في وعيها تتسمّرُ من حيث أتى الخافق من عمق المجهول

أغنيةً تتردّدُ على شفتيَّ تحمل لحناً وحبّاً أزليين تتهجّى العمقين

ها نحن نراها جميلةً تقف على مقربةٍ منّا إنها في أبهى جنون

تقف شامخةً وسيمةً على مقربة منّا لا نقدر على ملامسة حسنها

صدرها عاري ووجهها مُقدّدٌ وشعرها الخجول لا تلامسه ذيول

تغسلُ جراحنا بالدّموع  المبتلّة بملح الأرض السّاري في شجون

شجنها يُبلّلُ مسامعنا بضحكات مواويل العِتاب والعتابا المزمور

وتمدُّ يدها تطلبُ آلماء من دجلة الغافي في محن صحارى المجون

وتناجي النّيلَ النّابع من موق العيون وتشققات شفاهنا من عفن المكلوم

ومياه طبريا تنأى تبتعد عن وجدها المعبأ بخواطر الشجن المذموم

والجدران من فرحها المزيف تبتلع شجن الوجد وتناهدات السّدوم

وترينَ القبّةَ الصّفراء مكسورة الجناح لا يُسلّيها غناء عناء المخمور

والمنبر الجنوبيّ ينكمش على نفسه ولم تعد الحكايا مهمّةٌ ولون الدّحنون

وتسمعين النّقوش مبتهلةً إلى ربّ السّماء تنشدُ الخلاص مما يعرشون

والفرحة من نفوس الناس لا تخرجها الأمواج العاتية ودماليج الصّدود

أشجار الباحات تشكو ظمأ العارفين بأحوالها وتنطفيءُ عيون الصّدود

في القدس لهبٌّ لا يراه النّاس بالعين ولكنّ بأحاسيس من يحبّون الهبوب

وترين الشمس والنجوم والأقمار تُضيّع روحها ولا تعرف أين الموتور؟

لهبُ الّلهيب يتسربلُ من اعماقنا ليزيح عنّا العناء ووجد دساتير الماخور

الماء والشمس والتراب وضباب الوجد المتنامي ونغمات تراتيل الدّهور

وهي نبعات الوجد تنهلُ عذبها من موق عيون العذارى لتروّي السّفوح

هو الزّمانُ يشربُ من دمنا المسكوب لتتحول الجلاميد إلى جنان ووعيون

وكي تُشرقُ شمسٌ على من لم يعرفوها يوماً ليغدو لهم تراتيل الشّموع

تتقاطر بحار الرّوح عبر هواجس أمواج الذّات لتحلّق في محاريبها الدّموع

وهاهي مليكتنا تبني لنا عُشّها في عمقها السرمدي مفعماً بنواصي الظّنون

وتردّدُ لنا صمتَ الأشجان وحكايا الصّعود صوب تلابيب إرتواء المنون.

 

ا. د. نادي ساري الديك

..................

مُهداةٌ لها، وهي تعصمني من التمايل في النشوة والإرتواء من حنايا السّموم.

 

 

في نصوص اليوم