نصوص أدبية

خماسيات الروح والجسد (2)

malik alwasetiأُصَبِّرُ قَلْبِي لَحْظَةً طَالَ حُزْنُهَا

وَحَالِي بِمَا أَبْدَى الحَبِيْبُ جَهُوْلُ.


 

خماسيات الروح والجسد (2)

مالك الواسطي

 

(6): مِنْ حُسْنِهَا عِطْرُ

يَطِلُّ نَسِيْمُ الصُّبْحِ شَوْقًا يَلِفُّهَا

وَيَشْتَاقُ في العَيْنَيْنِ رُؤْيَتَهَا الفَجْرُ

***

لَهَا تَلْجَأُ الأَيَّامُ تَرْوِي جِرَاحَهَا

بِمُزْنٍ بَدَا يَحْبُوْ عَلى أُفْقِهِ قَطْرُ

***

بِنَفْسِي أَرَاهَا تَسْتَحِمُّ بِعِطْرِهَا

وَيَسْرِي عَلى المَاشِيْنَ مِنْ حُسْنِهَا عِطْرُ

***

تَمِيْلُ عَلى بَيْتِي وَفي القَلْبِ نَائِحٌ

بِهِ تَخْجَلُ الآهَاتُ أَنْ يُفْضَحَ السِّرُ

***

فَمَا الحُبُّ اِلا دَمْعَةٌ شَابَ حُزْنَهَا

غِيَابٌ ضَنَى عُمْرِي وَزَادَ بِهِ ذُعْرُ

 

(7): وَالظِّلُّ غَائِبُ

أَرَاكَ وَقَدْ دَارَتْ عَلَيْكَ النَّوَائِبُ

غَرِيْبًا هَجِيْعَ الظِّلِّ وَالظِّلُّ غَائِبُ

***

سَرَتْ فِيْكَ آهَاتٌ كَدَمْعٍ تَوَسَّدَتْ

مُحَيَّا حَبِيْبٍ قَدْ رَمَتْهُ المَصَائِبُ

***

تَتُوْقُ لِرُؤْيَا الشَّمْسِ وَالشَّمْسُ طَيْفُهَا

عَلى الأُفْقِ يَعْلُو في الرَّمَادِ مُحَجَّبُ

***

وَقَلْبُكَ وَلْهَانٌ يَضُجُّ بِهِ الأَسَى

وَعَيْنَاكَ في قَبْرٍ تَنَامُ وَتُسْلَبُ

***

فَتِلْكَ دِيَارُ الأَهْلِ تَبْكِيْكَ حَسْرَةً

وَوَيْلٌ لَهَا إنْ كُنْتَ فِيْهَا مُحَبَّبُ

 

(8): إِنْ قَالَ لِي

تَفُوْحُ دُمُوْعُ العَيْنِ وَهْيَ مَسَارِبُ

عَلَيْهِ وَإِنْ طَالَ الصُّدُوْدَ حَبِيْبُ

***

فَإِنْ غَابَ عَنِّي أَوْ هَجَرْنِي مَلَلْتُهُ

بِقَوْلٍ وَلَكِنِّي اِلَيْهِ مُـجِيْبُ

***

وَإِنْ قَالَ لِي: هَيْهَاتُ قُلْتُ: تَرَفُّقًا

فَإِنْ كَانَ ذَنْبًا قُلْتُ: مِنْهُ أَتُوْبُ

***

فَإِنِّي لَهُ في البَابِ لَوْحٌ مُسَمَّرٌ

وَإِنِّي لَهُ في الخَافِقَيْنِ رَبِيْبُ

***

إِذَا مَا مَشَى دَرْبًا مَشَيْتُ تَعَكُّزًا

عَلى ظِلِّهِ وَالعُمْرُ فِيْهِ يَذُوْبُ

 

(9): في ظِلِّهَا رَسْمُ

سَلَامٌ عَلى أَرْضٍ تَنُوْءُ بِثِقْلِهَا

وَيَشْتَدُّ في أَرْجَائِهَا الحُزْنُ وَالهَمُّ

...

تَبِيْتُ طَوَالَ اللَّيْلِ تَسْقِي جُرُوْحَهَا

حِكَايَاتُ عِشْقٍ تَاهَ في ظِلِّهَا رَسْمُ

...

تَفُوْرُ كَمَا التَّنُّوْرُ يَحْرُقُ بَعْضَهُ

وَبَعْضٌ لَهَا في الرَّافِدَيْنِ لَهُ وَشْمُ

...

يُعَاتِبُهَا نَجْمُ الصَّبَاحِ فَتَرْتَمِي

بِطَيْفٍ تَهَاوَى في تَعَثُّرِهِ نَجْمُ

...

وَيَسْأَلُهَا دَمْعُ الصَّبَايَا فَتَنْحَنِي

لِذَنْبٍ جَنَتْ في الرَّافِدَيْنِ لَهُ وَصْمُ

 

(10): في هَوَاهَا عَلِيْلُ

أَرَاهَا وَقَدْ أَبْلَى النَّعَاسُ جُفُوْنَهَا

غَدَاةَ بَدَا هَذا النَّسِيْمُ يَهِيْلُ

...

أُحَدِّثُهَا وَالقَلْبُ مِنِّي مُعَفَّرٌ

وَمَا كَانَ في قَوْلِي اِلَيْهَا سَبِيْلُ

..

تَرُدُّ عَلَيَّ القُوْلَ قَوْلًا كَأَنَّهَا

تُحَدِّثُ ظِلًّا في هَوَاهَا عَلِيْلُ

..

يُسَامِرُهَا صُبْحٌ شَفُوْقٌ وَدَمْعَتِي

جِرَاحٌ بَدَتْ في الخَافِقَيْنِ تَسِيْلُ

...

أُصَبِّرُ قَلْبِي لَحْظَةً طَالَ حُزْنُهَا

وَحَالِي بِمَا أَبْدَى الحَبِيْبُ جَهُوْلُ.

 

في نصوص اليوم