نصوص أدبية

قصائد قصيرة جـدا

mohamad almahdiوحين أُلاحِقُ اكْتِئَـابِــــي

خَلفَ قَطَرات المطـر،

يرتدُّ إليّ الطَّرْفُ كـليلا قد انْحَسَــر.


قصائد قصيرة جـدا!! / محمد المهدي

 

أمــــــــــــل..

كيف لليّل أن يُعيد

كتابة الأغنيات على جبين القمر !

وكيف لنسيم الصبح أن يوقظ

حَيارى السّهــر!

الأمــلُ عندي أن أرى نجومَ الليل

و خيوطَ الشمس في ذات الحلُم،

وقد قضى هذا من ذاك الوطر

 

ترقب..

ليس لي ليل أرقبه..

و لا نجوم للغد تنير الطريق !

لا اليوم لي،

ولا الغدُ الهَروبُ يَنقَدِحُ كالبريق!

وأنا أرواح بين ذات الغد وذات اليوم كالغريق .

ممسك تارة بأهداب النجوم،

وتارة بلهيب الشوق حين يُسَجَّرُ كالحريق !!

 

رحيل..

رَحَلَ الذين تُحبهم رَحَلـوا..

فما عاد في القلب مكان للفرح،

وما عاد في العين فسحة للبكاء..

فيا قبسا من شجن،

إلقي إلينا قصفة من جلد،

تُوقِفُ فينا نَزيف العُمر،

و تنثـرُ  ذُرَرَ السّلوى على ضِفاف القلب .

لَعلّ ظِــلال النّسيان تُورف علينا ،

لتُزيحَ هَجيرَ الحَنين من على السحنات !!

 

تأجيــل..

أحاول عبثا تأجيل مواسم الموت .

و تجاهل القَرّ الرّابض خلف الشطآن .

على أرض مُبلّلة أحاول تثبيت خطوي،

فيُزهِر نوى الحلُم

مَسارا من الآلام !!

وَ ذِي الأوقاتُ

تَنْسِلُ من بين أناملنا،

كماء مُنهَرِقٍ يَتُوقُ إلى انحدارٍ!!

فهل من وِعاء للأوقــات،

يُجْزينا تَعبَ الحِرْصِ،

ولُهاثَ الطريق ؟!!

 

احتـراق..

وقوفا نَرقبُ انصرامَ التاريخ

و انفراطَ عهـــــــــــدِ الوُجود ..

فلا تُغْمِضِ العيونَ في جوف الظلام،

لِيُعيرنا الأرقُ كَــتيبةَ العَسَس!

ولتُشارِكَنا الشموع شهوة الاحتراق،

وتُعيرَنـا مَعنًى جَديــد للحقيقة !!

 

سفــــر..

تُسافرُ بِيَ الظّنونُ كُلّما آبت شَمس المغيبِ.

و تُحاصِرني الحَيْرةُ بالقولِ المَعيــبِ.

فالنفس تَتوقُ دوما إلى الضِّيــاء،

و احتضان الغَد القَريـبِ.

و تنأى النّفسُ بِنفْسِها عن الصّعابِ،

و عن الأمْر العَصيـبِ.

 

ارتعاش

يا سيوفَ الوَجدِ لا تَرتعشي،

قد مات الخُوفُ فينا

فانتعشي !

أَجداثُنا لَكِ الأديمَ رَوَتْ فامشي،

عَليْـها الهُوَيْنا وافترشي !!

قد عصا مِنّا الدمعُ ،

يا عينُ فارمُشي أو لا تَرمُشي !

هُنا نَحْنُ القُعودُ إلى ظَــفَـــرٍ،

فاحترشي يا أقدارُ ما شئتِ أن تحترشي !!

 

ارتــــــداد..

أُحاذِرُ

اصْطِفافَ الأماني على جَبين القدر .

فتُخبِرُنـي الأحلام أَنْ هيهات أُدركُ ضِياء القمر !!

وحين أُلاحِقُ اكْتِئَـابِــــي خَلفَ قَطَرات المطـر،

يرتدُّ إليّ الطَّرْفُ كـليلا قد انْحَسَــر.

 

محمد المهدي

المغرب - تاوريرت

 

في نصوص اليوم