نصوص أدبية

تفاحةً تبدو

abdulfatah almutalibiكم كنتَ تَـشبهُ في الرياضِ زهورَها

حَسَكاً وَجَدْتُ فكيـفَ ذلكَ قدْ حَصَلْ


 

تفاحةً تبدو / عبد الفتاح المطلبي

 

جادتْ ولمّا اســـــــتنفذتْ ماءَ المُقلْ

راحتْ تخالسُ جفنَـــــها بعضَ البللْ

 

لمّا وَجَدْتُ رأيتُ قلبـَـــــــــك ممعناً

بالهجرِ حتى صارَ في أقصى زُحَلْ

 

ووجدتُ روحـــي في رمادِ سنينِها

قد جمّعتْ آلامَـــــــها قطراً وطلّْ

 

كانتْ كأحلامِ الكـــــــــــرى هطّالةً

فشربتُ من أمطـــارِها نهلاً وعلّْ

 

طارَ الفؤادُ جنــــــــــــاحُهُ نَبَضَاتُهُ

يهفو إلى وردٍ تضمّــــــــخَ بالعسَلْ

 

ودلفتُ حتى صيحَ بـي قفْ أنت في

وادٍ مسالكهُ تنيــــــــــــخُ على زللْ

 

وإذا برائحــــــــــــــةٍ شممتُ كأنّما

ردّتْ بقلبي والصِــــبا في المستهَلّْ

 

رفَّ الفؤادُ وطارَ مـــــــن شوقٍ بهِ

سفّاً إليـــــــكَ بنبضـــهِ حتى وصلْ

 

ومددتُ للبستانِ كـــــــــفَّ مجوّعٍ

وقطفتُ من غصــــنٍ تدلّى وانسَدلْ

 

تفّاحةً تبـــــــــــــــــدو لآولِ وهلةٍ

حتى قضمتُ فكانَ راسـاً من بصلْ

 

قد قيلَ في سِفرِ الهـــــوى أن الفتى

يفنيهِ من أمر التصــــابي ما جهلْ

 

يا أقتلَ الأنصــــــــــالِ لا لومٌ فقدْ

سبقت شِفارُ الهجــرِ شقشقةَ العَذَلْ

 

قدْ حذّرتْكَ سجيّـــــــــــتي وغَفلتَها

فعلمتُ أنّ مِــــنَ الهوى ما قد قَتَلْ

 

كم كنتَ تَـشبهُ في الرياضِ زهورَها

حَسَكاً وَجَدْتُ فكيـفَ ذلكَ قدْ حَصَلْ

 

وظننتُ في غَـــــرَقي بأنّكَ زورقٌ

هيهات لمْ تكُ غيــــرَ موتٍ محتمَلْ

 

أو قشّةً يلهو بـــــــــها موجُ النوى

صارتْ تراها منقذاً سُــحبُ الأملْ

 

القلبُ يصنعُ فـــي الظنونِ زوارقاً

ولكمْ أمِلتُ وخـابَ ظنّيَ واضمحَلْ

 

ولكم وثقتُ وقُدْتَـــــــــــني لمحجّةٍ

ضلّتْ فتاهَ بها الفـــؤادُ وما وَصَلْ

 

قلتُ الطريقُ إليكَ يا (...) محفوفةٌ

بالوحشِ والرقطاءَ والحدثِ الجللْ

 

ووضعتني بيــــــن الرحى متحيراً

قلتَ اقتحمْ يـا صاحِ أنت هنا البَطَلْ

 

وكأنني غرٌّ ولــــــــــم أذقِ الهوى

أو أنني لمْ أحصِ من أمسى الأذلّْ

 

دعني فجُرحي غائـــــــرٌ متطببٌ

بأسىً تراكمَ بالحشــــــى ثمّ اندَمَلْ

 

 

في نصوص اليوم