نصوص أدبية

يا رفيق الروح

abdulfatah almutalibiيارفيقَ الروحِ مُــــذْ كنّا معا

نتبعُ القلبَ إلــــى حيثُ دعا

 

نُنعشُ الليلَ بأنفــــاسِ الصِبا

ونُماري الصبحَ كي لا يطلعا

 

كيفَ أدمنتَ النـــوى مدّعياً

أن قلباً لا يـــرى لنْ يسمعا

 

كلما أوغلتَ فـي الهجرِ شدا

بلبلُ الروحِ وغنّــــى وجَعا

 

تُشرقُ الدُنيا فيخـــفي ما بهِ

وإذا الليلُ تمـــــــطّى سَطَعا

 

وكأنّ الليــــــلَ غابٌ مظلمٌ

وجدَ الحـــزنُ لهُ بيْ مرتعا

 

تلكَ روحي قد شكتْ من جللٍ

ليس لي غيـــرُكَ فيهِ مَفزِعا

 

مرّ بي ألفُ خــــريفٍ عاقرٍ

غيرَ أنّ الشوقَ يبقى مُشرَعا

 

وأوافيــــــــــهِ وإنْ يقطعني

فإذا يشـــــــتو يراني مُربعا

 

قد تدلّى الوجــــدُ من غيـمتَهِ

وهو يهمي ماطراً بي أدمُعا

 

زارني طيفاً بأحـلامِ الكرى

وتجنّى وتمـــــــــادى وادّعا

 

بينَ ضلعين مـن الصدرِ غفا

فإذا استيقظَ شــــــقّ الأضلُعا

 

قد تدلّى الوردُ فــــي بستانهِ

يانعا طوبـــى لمن قد زرَعا

 

لي فؤادٌ كلمـــــــــــا أزجرُهُ

نسيَ الزجــــــرَ وغنّى وَلَعا

 

كم تلظّى مُعلنــــاً عصــيانَهُ

فرجاهُ الوجدُ بـيْ كي يشفعا

 

وجرى يصــرُخُ في محنتهِ

ليتَ ما بيْ من غرامٍ هَجَعا

 

أيها الجـــــاني الّذي حمّلَني

هولَ مـــا ألقاهُ مما صنَعا

 

نحنُ جُرمـــــان بقلبٍ واحدٍ

لستُ إلاّكَ وقـــــــد كنّا معا

 

أنا إنْ صدّقتَ بـيْ يا ساكني

بُحَّ صوتي داعيا ذاك الدُعا

 

لستُ أدري أيّنا كـــــان هنا

شجراً يُؤسى إلى أنْ يفرُعا

 

ظلّ تُشجيهِ حمامـاتُ الهوى

طرباً حتــــى تشظّى سَجَعا

 

قد غذاهُ الحــزنُ من لوعتهِ

فنما الغصنُ شـجىً وارتفعا

 

وإذا جئتُ إلــــــــى بستانهِ

ملأ الكأسَ وأثنـــى ورعى

 

ما تلظّى بيْ ســـناها مرةً

وجرى جدولُها بي مترعا

 

جاذبتني فتــــداعىت بيننا

كل أسوارٍ بنيــــــناها معا

 

وأتى يعذلني فـــــي سكرةٍ

أنا لم أسعَ لـها بل هوْ سعى

 

كلما نامَ فــــــــؤادي عادَهُ

طيفُهُ حتى إذا غابَ وعى

هوَ بيْ قربَ السُهى منزلةً

قد نأى و الحيـثُ بالبعدِ دعا

 

ذلكَ النيسمُ فـــــي أقدارِنا

كلمّا راثَ بنـــا قد أسرَعا

 

فدع الأمـــــــرَعلى علاّته

إنّ للأكوانِ روحــاً مُبدعا

 

يرث الأرضَ وما فيها غداً

وكما شـــــاءَ لنا فلْيصنَعا

 

 

في نصوص اليوم