نصوص أدبية

غــرناطـــة

نور الدين صمودغرنــاطةٌ ٌ لــم تَـــزلْ مِـــن سالفِ الحقبِ  

                       منَـــارةَ العِـــزِّ والأمـــجادِ للـعــــربِ

هَـلــّوا على الغرب مثلَ الشمسِ إذ سطعتْ  

                       وأمْــطَــروه بـعَــدلِ واكِــفِ السّــُحُـبِ

ما خـرَّبـوا إذْ أتَــوْا بـالأمــس "أنْـدَلُـــسـًا"

                       بل رصعوا الأرضَ مثلَ الأفْقِ بالشُّهُبِ

ورسَّــخــوا العِــلــمَ والآدابَ فَــارتفـعتْ

                       بــِــأرضِــها رايـــة ٌ للـــعِــلْــمِ والأدبِ

الــعِـــلمُ يَـــشمَـــخُ فــي آفـــاقِــها، فلَــهُ

                       جَــهــابِــذ ُ الأمـــسِ من أعلامنا النُّجُـبِ

والشِّعْرُ يَـــهزجُ في آفاقِـــــها، فَــلـَـــكـَمْ

                       غنَّـى فأرقَــصَ كُـــلَّ الكونِ من طربِ

(غرناطة ٌ) جُـــرْحُ أمْــسٍ، منـــذ فارقـها

                       أجْـــدادنا بَـــينَ مَــحْــزونٍ ومنتــحِـبِ

لَــكِــنْ إلى الآن ظلــتْ جَــنَّـةً حفلـتْ

                       بـِــكُـــلِّ مــا قـــد تـــَركــناهُ من العَجَبِ

وأصبحتْ ملتقَى الأحْــبابِ تجمُــعُــنــا

                        علـى الحَــضارة والتّــثقــيــفِ والأدبِ

إنّ القُــرونَ التي مَــرَّتْ جَـلَـتْ صـدأً

                       وطهَّرتْ كُــلَّ مــا قــد كـــان من رِيَبِ

وَسَــيَّرَتْـــْنا بــدرْبٍ، كــان مُــنْــغلِـقًـا،

                       نحو الحضاراتِ،في ركضٍ وفي خببِ

يَـــســيرُ فيـــه إلى الآفاقِ بَــعضُهمـو,

                       والبعضُ يزحف كالمــنهــوكِ في تعبِ

غرناطةَ َالأمـــسِ أنــــتِ اليـومَ ماثـلة ٌ

                       برغــم ما بَــينَــنا من داكِــنِ الحُـــجُـب

مُدّي يديكِ على دربِ الإخاءِ، فكمْ

                       قــد جمّــَعتـْــنا دواعي الأصْــلِ والنسَبِ

ما بيننا، من قديمٍ، لم تزلْ صِلَةٌ    

                    هل تـُنــكــرون الذي قد خُـطَّ في الكُتُبِ؟

 

نورالدين صمود

...........................

1- أُ لـْقِيَتْ في المؤتمر العالمي الخامس للدراسات الموريسكية الأندلسية في تونس بمناسبة ذكرى مرور500 سنة على سقوط غرناطة).

2 - من خلال شجرة نسب الشاعر ثبت أنه أندلسي الأصل فهو: " نورالدين [بن الحاج محمود بن الحاج عمر بن محمد بن عمر] بن علي بن الحاج عمر بن الحاج علي بن محمد بن الحاج علي صمود الطرابلسي التاجوري الأندلسي. ومن باب الصدف أن صاحب هذه القصيدة يتفق مع الزمخشري صاحب تفسير الكشاف الشهيربداية من اسم والد الشاعر محمود إلى جده الرابع عمر بن على، كما يتفق معه في أشياء أخرى مثل أن كلا منهما اهتم بالعروض فللزمخشري كتاب'القسطاص المستقيم في العروض والقوافي) تحقيق الدكتورة خديجة الحديثي ولصاحب هذه القصيدة كتابان في موسيقى الشعر (1) تبسيط العروض 1969/1986 (2)والعروض المختصر 40 طبعة 1972/2018 بلغت بعض طبعاته 30070 نسخة وقررت وزارة التعليم بتونس تدريس العروض بواسطته. "

في نصوص اليوم