نصوص أدبية
خماسيات الروح والجسد (6)
(20): دَبَّ فِيْهِ دَبِيْبُ
صَبَرْتُ
وَمَلَّ الصَّبْرُ مِنِّي وَزَارَنِي
عَلى عَجَلٍ
في المُقْلَتِيْنِ حَبِيْبُ
...
أَرَاهُ وَرُوْحِي
في ضُحَاهُ تَبَسَّمَتْ
أَرِيْجَ صَبَاحٍ
دَبَّ فِيْهِ دَبِيْبُ
...
تُسَابِقُهُ
نَحْوَ الحُلُوْلِ بِظِلِّهِ
وَتَرْقُدُ أَيَّامًا بِهِ وَتَغِيْبُ
...
فَذَاكَ لِقَاءٌ
لا يَفُرُّ بِهِ النَّوَى
وَلا تَرْتَجِي
الآهَاتُ فِيْهِ تَعِيْبُ
...
أَبَاتُ
وَفي عَيْنِي الدُّمُوْعُ تَضُمُّنِي
وَيَهْجُرُنِي حُزْنِي
وَنَوْمِي يَطِيْبُ
***
(21): وَالَهَمُّ سَاكِبُ
وَقَفْتُ
اِلى قَبْرِ الحَبِيْبِ مُنَاجِيًا
بِقَلْبٍ بِهِ أَدْمَتْ
جِرَاحِي المَصَائِبُ
...
أُنَاجِي دُمُوْعِي
وَالظِّلَالُ تَشُدُّنِي
لِقَبْرٍ
إِذا مَا فَاقَ كَادَ يُقَارِبُ
...
لِأُعْلِمُهُ
حُزْنَ الفِرَاقِ وَمَا رَمَى
عَلَيَّ مِنَ الوِيْلَاتِ
وَالَهَمُّ سَاكِبُ
...
فَإِنِّي لَمُشْتَاقٌ اِلَيْهِ
وَإِنْ بَدَا
تُرَابًا
بِهِ أَسْدَتْ عُيُوْنِي المَطَالِبُ
...
فَدُوْنَ الَّذِي أَهْوَى
تَظِلُّ مَتَاعِبِي
اِلى الصُّبْحِ
تُغْرِي الحُزْنَ فِيْهَا النَّوَائِبُ
***
(22): وَالوَيْلُ صَائِبُ
رَمَتْنِي عُيُوْنُ الدَّهْرِ
في كُلِّ مَفْرِقٍ
بِهِ فَرَّقَتْ
قَوْمِي الظُّنُوْنُ الكَوَاذِبُ
...
تَعَادُوا
عَلى بَوْلِ البَعِيْرِ وَنَفْعِهِ
وَنَشَّتْهُمُو
رِيْحٌ كَوَتْهَا المَذَاهِبُ
...
فَهُمْ دُوْنَهَا
لا يَفْقَهُوْنَ بِحَبَّةٍ
أَمِنْ أَمْرِهَا شَيءٌ
بِنَتْهُ الغَرَائِبُ
...
يَحُجُّوْنَ كُلَّ اللِّيْلِ
في كُلِّ مَتْرَعٍ
وَيَرْمُوْنَ
صُبْحًا لا تَرَاهُ الشَّوَائِبُ
...
فَيَا حُزْنَ هَذَا العَصْرِ
فِيْنَا وَكُلُّنَا
حُفَاةٌ
نُدَارِي الوَيْلَ وَالوَيْلُ صَائِبُ
.
شعر: مالك الواسطي