نصوص أدبية

الأنداد والأضداد

نور الدين صمودلي رفـيـقٌ نـفسُــهُ الحمقاءُ في الجهل غريقـهْ

وأرى العـقـلَ الـذي يـحـمـلـه عـقــلا صـغـيــرْ

قال لي: يا صاحِبي بـِئـْـرُكَ قد لاحت عـمـيـقـهْ

وامتِـلاءُ الـدَّلـْوِ مـنها قــد بــدا أمــرًا عـســيــرْ

قلتُ: عفوا يا صديقي ليس ما قـلتَ الحـقــيـقـهْ

إنـِّما الحــبـلُ الذي تـحـمـلـه حـبــلٌ قــصـيــرْ

وغدًا، في حقلك، إنْ (شـَبَّتْ حريقهْ)

سوف تدري لِمَ لَـمْ تسمعْ لذا الماء خـَريــــرْ

إنما موهبةُ الإدراكِ في الخلق سليقـَهْ

مثلما الألحانُ تبدو من مناقــيـر الطــيــورْ

بعضها يُــرقِصُــنا مثــل (الموسيقهْ)

وسواها يُطربُ البــعضَ كأصواتِ الحميرْ.

* * 2 * *

وأتــاني الـيــوم يـبــغي فـَهـْمَ آرائي التي

صُـغــتــُها شِـعْــرا ونـثـرا وقصيـدا ومَــقـٌالْ

وتـــَــبسَّــطـْتُ مَـلِـــيًّــا بـاللـُّـــتـَــيَّا والـَّتي

فبـدا في عــقـلــه مـنـهـا كـَـلالٌ ومَـــــلالْ

هــذه عِــلـَّـتـُه الكـُـبْــرى ولـيـســتْ عِـلـتــي

وهو من إدراكِ ما قـد قـلتُ دوما في ضَـلالْ

ليس بي كـِبْـر ولا عُجْبٌ ولكنِ هــمَّــتــي

ليس ترضَى أنْ تـَراني موغِلا في الابتـذالْ

واشتعالُ الرأسِ شيبًا قد سرى في لِـمَّتي

يُـنـْذِرُ الأكـوان والــناسَ بمحتــوم الــــزَّوالْ

يـا ذوي الألْـــبابِ والآداب هـــذي قــصَّــتي

مع مَنْ أضحى يرى الموجود طيفـًا من خيالْ

.

نورالدين صمود

* * *

في نصوص اليوم