نصوص أدبية

فيك شيءٌ يُشبهني

فاتن عبد السلام بلان

فيكَ شيءٌ يُشبهُني

كوجعِ وطنٍ جريحٍ

يصيحُ نخيلهُ بالآه

ويئنُّ ياسمينهُ أوّاه

كعاشقٍ مُعذّبٍ

يستشيطُ شوقًا

ويُعاتبُ بالشّوقِ ليلاه

كبحرٍ غرِقَ في زَبَدهِ

فرَّ عنهُ ساحلهُ

وضاعَ منهُ مرساه

كيتيمٍ في عنبرٍ خالٍ

يُقبّلُ ثوبها وينادي أُمّاه

أنتَ وأنا _ نجمان غريبان

لقاءٌ ورحيلٌ ، غيابٌ وانتظارٌ

حلمٌ ينفزُ بحلمٍ ويُعانقُ بأرقهِ ليلَ سماه

٢

فيكَ شيءٌ يُشبهُني

كترغلةِ طيريْنِ أمامَ شُبّاكِ الصباح

ورائحةِ أولِ رغيفِ خُبزٍ في التنّور

كخريفٍ يتراكضُ في الحقول

وشرانقٍ تتبرّعمُ بينَ الزهور

كشبَقِ العرقِ فوقَ العناقيد

وخطيئةِ الكؤوسِ وغوايةِ الخمور

كأراجيحٍ طفوليةٍ شقيّة

وقُبلاتٍ بريئةٍ وكركراتٍ وسرور

أنتَ وأنا _ مُتجاذبان مُتنافران

عومٌ وغرقٌ ، حُبٌّ وكُرهٌ

افكٌ على مصلوةٍ وبالضّلالِ نرقصُ وندور

٣

فيكَ شيءٌ يُشبهُني

كإلهٍ كفيفٍ أصمّ أبكم

نذرَ حواسهَ قرابينًا

لمذابحِ الشيطان

كهندوسيٍّ متصوّف

اغتسلَ في الغانج

وأُلقِىَ جسدهُ الباردِ في النيران

كخداعٍ يموّهُ الحقيقة

كنورٍ يسطعُ من القيعان

أنتَ وأنا _ عابران غارقان

المركبُ مثقوبٌ والشراعُ مُمزّقٌ

وابنُ الجسدِ تاهت روحُهُ في لُجّةِ الطوفان !

 

فاتن عبدالسلام بلان

في نصوص اليوم