نصوص أدبية

أحرقتَ من دون الأنام فؤادي

عبد الفتاح المطلبيأحرقتِ مِــــنْ دونِ الأنامِ فؤادي

ونَكِرْتِ بالهـَـــجْرِ القبيحِ ودادي

 

ووغرتِ صدري بالنوَى ولهيبِها

فبشمْتُ صـبراً ثمّ فـــاضَ مدادي

 

وإذا به الطوفــــــــانُ مما أتّقي

وصلَ الزُبى فتحطمتْ أطوادي

 

طوفانُ لوعــــــاتٍ و بحرُصبابةٍ

لا عاصمٌ منهُ ولا مِـــــنْ فادي

 

أطفو عليـه كقشّــــــةٍ يعلو بها

ويحطُّها حتــــــى قرار الوادي

 

وإذا النهار تلفعـــــــــتْ ساعاتُهُ

بعباءَةٍ مصبـــــــــــوغةٍ بسوادِ

 

وإذا الليالي فرطَ تبريـح الجوى

قد أعلنَتْ قبــــلَ الرحيلِ حدادي

 

يا لائميـــنَ على الرزيةِ عاشـــقاً

أيُلامُ مأســـــــــورٌ على الأصفادِ

 

ويُشادُ بالســـــوطِ الذي جلدَ القفا

وتفوزُ بالحُســـــــــــنى يدُ الجلادِ

 

أنا ميّتٌ لو تعلميــــــــــن قيامتي

قامتْ وحشري حـــل مذْ ميلادي

 

قدْ مُتُّ يومَ نزفتُ آخـَـــــــرَ آهةٍ

لمّا رأيتـــــــــــكِ تذبحينَ فؤادي

 

هبّت رياحُ الهجرِ منـــكِ فخرّبتْ

بيتَ الهوى مــن دونِ ذنبٍ بادي

 

كسَرَتْ عمود العشــق ثم تعمّدتْ

صلبي بأســــــبابي على أوتادي

 

طيرٌ تخلّفَ فــــي المفازةِ تائهاً

والسربُ طارَ ومـــا لهُ من هادي

 

لا غيمةٌ للعشــــــقِ مرّتْ بي ولا

طلٌّ يرطّبُ يابــــــــسَ الأعوادِ

 

وكأنّ مــــــــا بيني وبينِهمو بدَتْ

يهماءُ تشربُ مـن وريدِ الصادي

 

فبمَ التعللُ والمنـــــــايا أصبحتْ

مثلَ الذئابِ تجوسُ فـــي الأكبادِ

 

عانيتُ مــن صدّ الحبيب لواعجاً

كالنارِ فــــي جمر الغضا الوقّادِ

 

أنا كالطريدةِ بيــن أنياب الأسى

ترجو وسهم المـوتِ بالمرصادِ

 

قد يلجأ الملهوفُ من عطشٍ إلى

شرْبٍ على أجَــــــنٍ ولو بالكادِ

 

الشوقُ ليـــثٌ والفريسةُ خافقي

لم يبقَ مـــن أملٍ سوى الصيّادِ

 

فمتى يفوِّقُ سَـــهمَهُ ويصيبني

الموتُ بيــــنَ يديهِ كلُّ مُرادي

 

ما مات من أضناه عشقُ حبيبهِ

الموتُ مـــن عشقٍ دليلُ سدادِ

 

إني أراه وقــــــد تغمدهُ الهوى

وأتى مـــــع الشُهداءِ يومَ معادِ

 

في نصوص اليوم