نصوص أدبية

غنيّةُ زوجة ملاح

نور الدين صمودوداع رومنسي

على ميناء منسي

...........................

منديلــي الأبيـضُ في كـفـّـي

تــذروه الريـحُ الشــرقـيّـــــهْ

 

والشَّـفـَقُ المخضُوبُ تراءَى

كمَعارضِ لوحــاتٍ زيتــيّـــهْ

 

والأفـْقُ الأحمــرُ لـوحـــاتٌ

ترْسُمُهــا الشّـمــسُ الذهبيّـــهْ

 

وتــرِفُّ سفينـتـُـكَ البيضـــا

في البحـرِ بأجنِحـةٍ فضّــيـــهْ

 

كحمـامةِ غـابٍ برِيّـــــــهْ

* * *

تتغلغلُ في البحـرِ الصّافــي

كـتغـلغُـلِ طرْفِـكَ في طرْفــي

 

وتشُــقُّ البحْـرَ بإيـمَـــــــانٍ

ماضٍ أمضى منْ طعنةِ سيْفِ

 

وتلـُـوحُ شِـبـاكـُـكَ يا حـبّــي

كـتـشـابُــكِ كـفـِّــكَ فـي كـفـّي

 

وتغيبُ مع الشّمـسِ الحمْــرا

وتـُصارِعُ مـوْجَ البحرِ بعُنـْفِ

 

في أروعِ معركــةٍ بحريَّــهْ

* * *

وتعـــودُ تعـودُ مع الفـجــــرِ

وشِراعُـكَ مثلُ حـمامٍ يسـري

 

وتـَهــلُّ كصبــــحٍ لـمّـــــاعٍِ

وجـبيـنُـكَ يطـفــحُ بالبـِــشـــرِ

 

بَسْـمتُـك الحُلـوةُ إذ شعّـــتْ

فـَعَـلـتْ في قلبي فِعـلَ السّحْـرِ

 

وعيـونـكَ بحــرٌ في بحـــرِ

ما أحلـى البحـرَ على البحــرِ

 

ما أشهى العينَ العسَليّــهْ

* * *

مـا أجمـلَ عُمّــالَ بِـلادي

في رقْصتهـِمْ فـــوقَ الـيــــــمِّ

 

بسمتـُهمُ في الثّغرِ مَعيــنٌ

للفــرحـةِ والحــبِّ وللحُــلـْـــمِ

 

وسواعِدُهمْ وقلـوبهــمُــو

تـنـطـقُ بــالقــوّةِ والـعــــــزْمِ

 

وبـلادي بهـِمُـو صـارتْ

تـَتـَهَـادى فـوْقَ جبيـنِ النـّجـمِ

 

وتغنـّـي أعـذبَ أغنيـَّـهْ.

* * *

 

تونس / نورالدين صمود

...........................

تعليق عروضي

في ضورب هذه القصيدة اختلاف متوازن مقصود، ويجوز في بحر الخبب : (فاعلُ) مع (فِعْلنْ) بتحريك العين أو تسكينها.

 

 

في نصوص اليوم