نصوص أدبية
خماسيات الروح والجسد (8)
(26): كَمَا الصُّبْحُ
أَهِيْمُ
بِطُوْلِ الرَّافِدَيْنِ وَعَرْضِهِ
كَمَا الصُّبْحُ
في تِلْكَ الهِضَابِ يَهِيْمُ
...
يُزَيِّنُ أَطْرَافَ الضُّحَى
بِصَبَاحِهِ
وَتَشْتَاقُهُ الوِدْيَانُ وَهْوَ عَلِيْمُ
...
إِذَا سَاحَتِ العَيْنَانِ فِيْهِ
تَطَيَّبَتْ
وَأَشْعَثَ عِطْرًا
في الدُّرُوْبِ نَسِيْمُ
...
يُحَيِّ بِعِطْرِ الأُقْحُوَانِ
بِيُوْتِنَا
وَيَغْفُو عَلَى خَطْوٍ اِلَيْهِ نَدِيْمُ
...
يَحُجُّ اِلَيْهِ المَاءُ
وَالطَّيْرُ وَالحَصَى
وَتَبْقَى عُيُوْنُ الخَلْقِ فِيْهِ تُقِيْمُ
(27): تَبَارِحُ
تَبَارِيْحُ هَذا الحُبِّ
زَادَتْ نُدُوْبُهَا
وَأَشْقَت فُؤَادَ النَّاظِرِيْنَ جُرُوْحُ
...
تَعَثَّرَ فِيْهَا اللَّيْلُ
وَاللَّيْلُ غَامِرٌ
خُطَايَ الَّتِي فِيْهَا الظِّلِالُ تَنُوْحُ
...
فَمَنْ ذَا يُوَاسِي العَيْنَ
وَهْيَ كَظِيْمَةٌ
وَمَنْ ذَا يُوَاسِي القَلْبَ وَهْوَ ذَبِيْحُ
...
فَتِلْكَ جِرَاحٌ
لا يَكُفُّ صَرِيْرُهَا
وَلا تُوْقِفُ العُشَّاقَ فِيْمَا تُبِيْحُ
...
فَأَهْلُ الهَوَى وَجَعٌ
شَكَتْهُ ثِيَابُهُمْ
لِحُزْنٍ بِهِ شُؤْمُ اللَّئِيْمِ يَلُوْحُ
(28): رَفْرَفَ حَالُ
وَفَاءٌ لَكِ في القَلْبِ
دَقَّ ثَوَابِتًا
عَلى العَيْنِ كُحْلٌ
في الخُدُوْدِ جِمَالُ
...
بِهَا العِشْقُ عِطْرٌ
رَقَّ في عَرَصَاتِهِ
وِدَادٌ إِذَا مَا حَلَّ رَفْرَفَ حَالُ
...
بِكِ تَبْدَأُ الدُّنْيَا
لِلَحْظٍ وَمُهْجَتِي
بِثَانِيَةٍ فِيْهَا الخِصَامُ مُحَالُ
...
تَطُلِّيْنَ كَالفَجْرِ الَّذِي
ظَلَّ عَاشِقًا
رِضَابًا
بِهِ سِرُّ الحَيَاةِ وِصَالُ
...
فَلا تُتْعِبِيْنِي
بَارَك اللهُ نُزْلَكِ
فَإِنِّي لَكِ دَارٌ سَقَاهَا دَلَالُ
شعر : مالك الواسطي