نصوص أدبية

ماذا لو / عشتار وتموز

فاتن عبد السلام بلانمـاذا لـو .. مـاذا لـو

استعرتَ مفاتيحَ الشمسِ

وفتحتَ أبوابي الموصدة

أمامَ هياكلِ الأساطيرِ

ومذابحِ الخُرافةِ

والطلاسمِ والبخورِ والنذور ؟

ورحتَ ترتّبُ فوضويتي

وتهنّدسُ شوارعَ روحي

تدوّزنُ أوتارَ صمتي/ ثرثرتي

تهنّدمُ كرمشةَ فساتيني

وتجعّدَ جاذبيتي

تُمشّطُ جدائلَ شعري المنكوش

تعقدُ شرائطه بربطةِ عُنقك

وتغسلُ بندى خدّيكَ

الزهورَ الذابلة على وجهي !

.

مـاذا لـو .. مـاذا لـو

كنتَ طائري الفينيقيّ المُنتظر

رحتَ تنقرُ بخفقِ أرياشكَ

الساعاتِ المُلغّمةَ بالتوقّفِ

عند شبابيكِ عُزلتي

وتُعيدُ لي أجنحةَ العنقاءِ

وتُلملمُ نمشَ القصائدِ

عن عامودي الفقري

وتُذيبهُ كحبّاتِ البُنِّ وذرّاتِ السُكّرِ

في ريقِ شفتيكَ

وفنجانِ صباحك ؟

.

مـاذا لـو .. مـاذا لـو

احتسينا نبيذَ الأملِ سويًا

وأحرقنا ستائرَ الجنونِ معًا

وحوّلنا هذي المسافات

الى أعقابِ سجائرٍ باردة

وبقايا شايٍ في أكوابٍ جافةٍ مُكسّرة

وصبغنا الليلَ بالأحمرِ والنشوة

ورحنا نوزّعُ أرغفةَ العناقاتِ

حصصًا على الأسّرةِ

والشراشفِ والوسائدِ والشّموع !

.

مـاذا لـو .. مـاذا لـو

تمادينا برسمِ الضوءِ

أستعيرُ من حبّةِ عينكَ فُرشاتي

وتستعيرُ من كركرةِ ضحكاتي ألوانك

نمزجُ رموشَ أشجاركَ الناعسةِ

بشيطنةِ سنابلي الراقصة

أحوّشُ المقاعدَ عن ذراعيك

وأُلقيها على أرصفةِ صدري

واغترفُ الأنهارَ من بسماتك

واسيّلُها أمطارًا على صحاري شفتي !

.

مـاذا لـو .. مـاذا لـو

أفرغنا رؤوسنا

من هذي الأفكارِ المتعَبة

والقيناها على أكتافِ السفر

وتبادلنا الأدوارَ

أنتَ بحري وأنا حوريتك

أنتَ مركبي وأنا بوصلتك

نسرقُ زُرقةَ السماءِ

ونُخيطُ بها نتوءاتِ الفراغ

كطائرةٍ ورقية

ونحلّقُ كنورسين

تارةً أهربُ منكَ خلفَ الغيم

وتارةً تصطادُني بطُعمِ الحُب

نتماهى كظلّينِ تحتَ فيء الشمس

نتشابكُ كغصنينِ في أحراشِ الشّوق !

.

مـاذا لـو .. مـاذا لـو

أوقفنا هذا الوقتَ الآثم

وكنتُ نخبكَ الموعودِ بعشتار

وكنتَ نبيذي المُسكر بتموز

رحتَ تعصرُ العناقيدَ على ترقوةِ طفولتي

وأُقبّلُ بغنجٍ غمازةَ ذقنك

أُصرُّ قبلاتي إليكَ على شفاهِ الخريف

وتبعث لي بدفئكَ بينَ أضلُعِ الصيف !

.

مـاذا لـو .. مـاذا لـو

كنتَ تموزي وكنتُ عشتارك

واختصرنا أنتَ وأنا

كُلَّ هذي الحواجزِ والسدود

والعاداتِ والتقاليد بيننا

وتمرّدنا باحتجاجٍ على عُرفِ قبائلنا

فكنتَ نبيَّ حروفي

وكنتُ ربّةَ قصائدك

ماذا لو .. ماذا لو .. ماذا لو .. !!

هل سيخربُ العالمُ

لو أسقطَ من حصّالتهِ الأسطورية حبيبن ؟؟

 

فاتن بلان

 

في نصوص اليوم