نصوص أدبية

برّحتَ قلبي

عبد الفتاح المطلبيبرّحْتَ قلبي بالهـَــوى وترَكْتَهُ

يا ليتَ قبلَ الهجرِ كُنتَ قتلتَهُ

 

وظَننْتُ أنكَ إذْ تغـــالبُ دَمعَةً

قد لُذتَ بالحَسَــراتِ عمّا قُلتَهُ

 

لمْ أجنِ مــنْ عينيك إلاّ دمعَها

نَثَرَتْـهُ ليتكَ كنتَ قــد جَمّعتَهُ

 

لتصوغَ منهُ قِلادةً تحـلو على

جيدٍ يليقُ به الــــــــذي قلّدْتَهُ

 

نَزِقٌ إذا هبّتْ تلاطِــفهُ الصَبا

واهٍ على قلبــــــي إذا أنكرتَهُ

 

لاعذرَ لي لمّا تجــــاوزَ حدّهُ

قلبي فقدْ أحييــــــــــتَهُ وأمَتّهُ

 

أشكوكَ عندكَ يافؤادُ تظلُّماً

فعليَّ أنتَ بمـا جَنَى جَرأتَهُ

 

نَظَرتْ إليك بنظرةٍ محفوفةٍ

بالريــــبِ تصلحهُ بما أوَّلْتَهُ

 

تأويلَ ما تهوى القلوب وتشتهي

حتى ولو كــان الردى لَقبِلْتَهُ

 

لو كانَ قلبُكَ مثلَ قلبي عاشقا

لعلِمتَ مــــا بلواهُ ثم عذرتَهُ

 

ولو ادّخرتَ ملامةً يا صاحبي

متحريا عذري بمـــا قد خِلتَهُ

 

لَعرَفتَ كم لجَّ الفـــؤادُ بنبضهِ

ولهاً عن الأحبابِ حينَ سألتَهُ

 

ولَقلتَ خيراً قبل عـذلي بالّذي

قد نلتُ من ذاكَ الّذي قد نِلتَهُ

 

أمِلَ الغريـــــــقُ بقشّةٍ لنجاتهِ

فعلامَ في ما قـــــد تأمّلَ لِمتَهُ

 

ما كنتَ غرّاً بل رأيتَ بإفقهِ

برقَ اللّمى فوقَ الشِفاهِ فشمْتَهُ

 

كَذِبَ البريقُ وفيكَ من لهفٍ إلى

كأسٍ دِهاقٍ بعــدَ دهرٍ صِمْتَهُ

 

البرقُ خلّبُ والريـــاحُ عقيمةٌ

فبمَ التعللُ والخيــــــارُ عدِمتَهُ

 

بعدَ الفراقِ غدوتُ غصناً يابساً

لا طيرَحطّ عليـهِ حينَ تركتَهُ

 

وأتاهُ من قبل الخريفِ خريفُهُ

فذوى ومن دون الغصون كسرْتَهُ

 

يا صاحِ غيّرتِ النـوى أحوالَنا

أنا لم أكــن ذاك الّـذي قد كنتَهُ

 

ضدانِ نحنُ أنا وأنت فلا أرى

إلاّيَ خســـراناً وأنت خسرتَهُ

 

البحرُ في مـــا بيننا هو حاكمٌ

أغرقتني فيـــــهِ وأنتَ عبرتَهُ

 

 

في نصوص اليوم