نصوص أدبية
ثلاث صور
دعيني (1)
دعيني أمتعُ فيكِ النظرْ
وأجني جَناكِ الشهيِّ النَضِرْ
وأرشفُ خمريَ فوقَ الشفاهِ
وأنشقُ فوحَ الرياضِ العَطِرْ
وأرسمُ دربي لكي لا أتيهُ
بتلكَ الشعابِ كمجرى النهرْ
سموتُ إليكِ وإنّ السموَّ
لمثليْ مُرادٌ بعيدٌ عَسِرْ
وإنّيْ رقيقٌ اُحبُّ الجمالَ
وأسعى إليهِ فأينَ المَفَرْ
فهل من مُعينٍ على مِحنتي
وإنّ المسيرَ إليكِ ...خَطِرْ
لمثلكِ يصبو فؤادُ الحليمِ
ويجثو ببابكِ أو ينتَحِرْ
*
الدنمارك / فارا - السبت 24 تشرين اول 2009
***
دعيني (2)
دعيني اُديمُ إليكِ النَظَرْ
أُسبّحُ ربّيْ بديعَ الصورْ
بذلك أبغيْ جزيلَ الثوابِ
وأرجو ذنوبي به تُغتَفَرْ
وكنتِ الدليلَ على خالقٍ
قديرٍ فأجملَ ثم اختَصَرْ
وحجةَ ربي على خَلقهِ
لِمَنْ فيه أشركَ أو قد كفرْ
فسُبحانَ ربي بديعُ الجمالِ
أأ نتِ ملاكٌ بدا أم بشرْ
كأنكِ روضٌ على ربوةٍ
أقامَ الربيعُ بها واستَقّرْ
فعيني تَلَذُّذُ في حُسنهِ
وروحي تطوفُ ببحرٍ عَطِرْ
فأنتِ لَعَمْري جِمامُ النفوسِ
إذا نالَ منها العنا والكَدرْ
إليكِ صبوتُ وذي محنتي
أمثلي يصبو بهذا العُمُرْ
*
الدنمارك / فارا
السبت 31 / تشرين اول / 2009
***
دعيني (3)
دعيني وشأني فأمري عَسِرْ
وحالي كحالكِ لا يستقرْ
وصبري قليلٌ كما تزعمينَ
ولستُ أبالي بشأني الخَطِرْ
وأنّ مصيري بدا مُعتماً
وذاك لطبعي العنيدِ الوعِرْ
فقبلكِ قال بذا المرجفونَ
وزادوا عليه بأني أشرْ
ومن قال عني بهذا الكلامِ
فهذا افتراءٌ وأمرٌ نُكِرْ
أحبُّ الصراحةَ مهما تكنْ
ولستُ أجاملُ أو أعتذرْ
فقولي بحقّيَ ما تشتهينْ
فمنه شربتُ الكثيرَ العَكِرْ
وما قلتِ عني فقولُ الحبيبِ
على كلِّ حالٍ لهُ يُغتَفَرْ
*
الدنمارك / فارا
الاحد 24/ كانونثاني / 2010
***
