نصوص أدبية

نَحْنُ الغرباء

ذكرى لعيبيأعمارنا تسبقنا،

تتقدم بسرعة الضوء

تتجعّد أرواحنا من أول

عاصفة حنين

تهزّنا الليالي

فيتساقط منّا الدمع

عناقيداً

نحن الغرباء

نصادق الشموع

الأغاني الحزينة

الأشجار

البحر

الضوء

نكتب الشعر

نرسم

نصنعُ من جلودنا

زورق أمل

نحلم بأننا سنعود

يوماً

لأوطاننا التي عادت

للوراء

نؤثث من الأمنيات

مصاطباً لعاشقين

لم يلوثهم الغياب

نحن الغرباء

تجمعنا مائدة شوق

ونفترق حين ننزف

آخر قطرة عتاب

تجمعنا صالات المغادرة

وتشتتنا بوابات الوصول

نحن الغرباء

لطيفون مع أوجاعنا

نحنوا على من يشبهنا

نبكي بحرقة عندما

يداهمنا المرض

نبكي لأننا عاجزون

عن مواساة مفاصلنا

التي أنهكتها الحُمّى

نحن الغرباء

نتعرف على مقاهي

المدينة

نصاحب وجوه الفناجين

ونمضي بلا أصدقاء

دون وطن

قلوبنا معلّقة ببيوتٍ

من عهن

نتشبث بوجوهنا

نقنعُ عيوننا بأن السراب

ماء

نحن الغرباء

أسوار مدننا ورد

الحب يسمو في

قلوبنا

صعوداً

صعوداً

حتى نلتقي بملائكة

تشبه وجوه أطفالنا

قبل أن يشوهها

عبث الحروب

***

 

ذكرى لعيبي

 

 

في نصوص اليوم