نصوص أدبية

هو صاحبي

عبد الفتاح المطلبيهوَ صاحبي مـــــــــــا دامَ قلباً أيِّما

وهو الغريمُ إذا تـــــــــداعى مُغرَما

 

قلبٌ تحيّزَ فـــــــــي الضلوعِ مكانَهُ

أعمىً كليلَ النبــــضِ أطرَشَ أبكما

 

ما عادَ يخطو بعـــــــدَ أينٍ خطوةً

كمسافرٍ ألقى عصـــــــــــاهُ وخيّما

 

نسَجتْ لهُ الأيامُ مــــــــن ساعاتها

ثوباً تعاهدَهُ الشـــــــــــجا فتخرّما

 

ما بيــن تــــــلكَ وذي أراهُ مُكابراً

قد لا يُطيــــقُ إذا اكـتوى أن يكتما

 

قِنديلُهُ لمْ تَبـــــــــــــــقَ فيهِ ذُبالةً

وسحابُهُ بالدمعِ مــــــن وجدٍ همى

شجرٌ ولكنّ الصـــــــــــبابةَ فأسُهُ

فهوى صـــــريعاً تحتها وتحطّما

 

لو أنني خُيّرتُ مـــااخترتُ النوى

لكنك اخترتَ الجـــــــــــفا مُتأثما

 

لو كان قلبُكَ بالمَجــــــــــرّةِ بابُهُ

لجعلتُ من نبضــــــــي إليهِ سُلّما

 

من أين أبدأُ يا فــــــــؤادُ شكايتي

وأنا على كتـــــم اللواعجِ مُرغما

 

هل من جوىً ما زالَ جمرُحريقِهِ

بينَ الضلوعِ مؤجَّـجاً ومضرّما

 

أو من تباريح النــوى ورسيسِها

جعلتكَ بعدَ عَمــــــارِها مُتَهَدّما

 

أو من أمانٍ قــــــد قتلن َبخافقي

لمّا يزلنَ مُخَضّـــــــباتٍ بالدما

 

وسكتُّ دهراً آمـــــــــلاً متعللاً

لأقولَ علَّ ولــــــو وليتَ وربما

 

حتى علمـــــــــتُ بأنـني متعلقٌ

بالوهمِ لا أرضٌ هنـاكَ ولا سَما

 

أرهفتُ ســــمعي والسكونُ كأنهُ

بحرٌ بآلافِ الهواجـــسِ قد طما

 

وسمعتُ همهمةً ولكــــن لا أرى

شيئا وظلّ الحـــالُ حوليَ مبهما

 

حتى إذا طلعَ النــــهار وأشرقتْ

شمسٌ وأيقــــــظتِ الريامَ النوّما

 

أبِقَ الفؤادُ مُحَــــــــطِماً أصفادَهُ

وتقحمَ الأهوالَ مــــن أجل اللّمى

 

فإذا سهامُ الوجــــــدِ تمطرُ فوقَهُ

ويصيحُ بوركَتُ السِهامُ ومن رمى

 

فَضَحتْكَ يا قلــــبُ التباريح التي

ألِقَتْ على عينيــــك تلمعُ أنجما

 

فحبســتَ دمعكَ وادّرأتَ نشوزَهُ

وشطبتَ كي لا تَخرجُ الآهُ الفمَا

 

أنا ما رأيتُ طريـــدةً تهـوى الذي

يصطادُها وكأنهُ قــــــــــد أنعما

 

مِنْ مُحكمِ الآيـــــــاتِ أنّ رضابَهُ

نارٌ وفـــــــي خديهِ فردوسٌ نما

 

إني أرى للعشــــــــــقِ فيهِ نبوةً

من لم ير الآيــاتِ يوصَمُ بالعمى

 

 

في نصوص اليوم