نصوص أدبية

سـبـع جـذاذات

يحيى السماويلـسـتُ وحـدي

فـأنـا فـي قـلـبـيَ اللهُ

وفـي عـيـنـيَّ بـحـرٌ


(1) بـرج الـحـوت وبـرج الـجـدي

 

بُـرْجـانِ لا غـيـرهـمـا

فـي وطـنٍ

يـحـكـمُـهُ مـن ألـفِ عـامٍ قـاطـفـو الـرُّؤوسِ والـلـصـوصُ

والـمـجـاهـدون الـزُّوْرُ

و " الـمـحـرِّرُ الـمـحـتـلُّ " أو مـسـدَّسُ الـطـاغـوتْ

*

بـرجـانِ لا غـيـرهـمـا

الـشـعـبُ : بُـرجُ الـجَـديِ

والـحـاكـمُ : بُـرجُ الـحـوتْ !

....

.....

......

لـلـحـوتِ أنْ يـأكـلَ مـا يـشــاءُ

أنْ يـفـعـلَ مـا يـشـاءُ

أنْ يـمـتـلـكَ الـديـبـاجَ والـلـؤلـؤَ والـيـاقـوتْ

*

أنْ يَـسـكُـنَ الـقـلـعـةَ والـقـصـرَ

وأنْ يُـسـكِـنَ فـي الـزريـبـةِ ـ الـجِـداءَ ـ والـتـابـوتْ

*

وأنْ يـدكَّ

فـوق رأس أهـلِـهـا الـبـيـوتْ

*

ما دامَ أنّ الـجَـدْيَ قـدْ أدْمَـنَ نـعـمـى الـنـومِ

فـي أروقـةِ الـسـكـوتْ !

*

الـحـوتُ وحـدُهُ بـأرض نـخـلـةَ

الـنـاسـوتْ

*

وأنـهُ الـحـاكـمُ فـي شـريـعـةِ

اللاهـوتْ

*

ووحـدُهُ الـجَـدْيُ

عـلـيـهِ الـبـحـثُ فـي الـصـحـراءِ

عـن مـاءٍ

وعُـشـبِ الـقـوتْ

....

......

........

ربّـاهُ

هـل أنـقـذتَ جَـدْيَ الـنـخـلِ مـن شـرورِ هـاروتَ

ومـن مـاروتْ !

*

ربـّاهُ

لـو غـيَّـرتَ بُـرجَ الـجَـدْيِ فـي دار الـفـراتـيـنِ

كـأنْ يُـصـبِـح بُـرجَ الأسَـدِ الـذائـدِ عـن رغـيـفِـهِ

فـالـجَـديُ ـ فـرطَ جـوعِـهِ ـ يُـوشِــكُ

أنْ يـمـوتْ

***

"الناسوت" : كل ما يخص الإنسان

"اللاهوت" كل ما يخص الذات الإلهية، أي كل ما يرتبط بالله

***

 

(2) غـزل أبـيـض

  

بَــعُــدَ الـدربُ فـهــلْ مـن سُـــبُــلِ

يــلـتـقي فــيـهــا الــثــريّـا زُحَـلـي ؟

 

وطِّـنِـيـنـي حـقـلَ واديــكِ عــسـى

مِـنجَـلي يـشـهـدُ عُـرسَ الـسُّــنـبـل ِ

 

أفْــطَـــرَ الــكــلُّ ومــا زالَ فـــمــي

رهْـــنَ إمــســاكٍ عـصِـيِّ الـمـنـهَــلِ

 

تَــعِــبَ الـزورقُ مـن أشــرعــتـي

وجــفـونـي تَـعِــبَــتْ مـن مُــقَــلـي

 

لا تــقــولـي فـاتــكَ الـعـمـرُ فــلا

زال قــلــبــي فـي شـــبـابِ الأمَـلِ

 

شَــقَّ ثـغـري عـطـشُ الـصَّـومِ فـهَـلْ

خِـطــتِــهِ لــيْ بــخــيــوطِ الــقُــبَــلِ

 

ليْ يَـدٌ عـطـشـى فـهـلْ سـاقــيْــتِـهـا

مـن نـدى الـجـيـدِ وعـطـرِ الـخُصَـلِ

 

أمْـــسَـــكَ الــثــغــرُ ولــكــنَّ يــدي

أفْـطـرتْ ـ رغـم صِـيامي ـ أنـمُـلي

***

 

(3) تـبـدّلـت الـريـاح

 

أمِــنْ قِـــيــلٍ تــوَجُّــسُــنــا وقــالِ

نُجـيـبُ عـلى الـتـسـاؤلِ بالـســؤال ِ ؟

 

مـتـى كـان الـلهـيـبُ يـخـافُ تِـبْـنـاً

ويخـشى الـذئـبُ من بـطشِ الغـزالِ ؟

 

لَـهَـوْنـا عـن سَــفـيـهِ حِجىً بـعـشـقٍ

نــشــدُّ بـهِ الــوصـالَ الى وصـالِ

 

وكــنـا فـي الــمــودَّةِ لا نُـجـارى

وإنْ قــالَ الـمُـهَــتَّــكُ لا نُــبــالـي

 

لــنــا مـا لــلــشــجــاع إذا تـحـدّى

عــزيــمــتَــهُ جـــبــانٌ فـي نِــزالِ

 

بـلى لـسـتِ الأخـيـرةَ في الـتجـنّي

ولا كـنـتُ الأخــيــرَ بـســوءِ حـالِ

 

تـسـانـدَتِ الــريـاحُ عـلـى شِـــراعٍ

فـأبـدَلَــتِ الـجــنــوبَ الى شـــمـالِ

 

شكوتُ الى يـقــيـني مـن ظـنـونـي

وتـشـكـوني الحقـيـقـةُ من خـيـالـي

 

أُقـاتِــلــنـي كـأنـي صـرتُ ضِــدِّيْ

فخُـسْـري مـثـلُ ربـحي في قِــتـالي

 

مَـعــاذَ الــلــهِ مــنـي حـيـن نـفـسـي

تـكــونُ مـعـي وضِــدِّي فـي جــدالِ

 

لِـمَـنْ أغـمـضـتُ جـفـني عـن مِـلاحٍ

وكـاســاتـي عـن الـعَـسَـلِ الـمُـسـالِ ؟

 

لأرتـشِـفَ الـلـظـى والـنهـرُ قـربـي

ألـــذُّ طِــلاً وأصــفــى مــن زُلالِ ؟

 

يــمــيــنَ الــلــهِ مــا صــلَّــيــتُ إلآ

وكـنـتِ شـريـكـتـي خُـبـزَ ابـتـهـالي

 

ألِـفـتُ الــمُـفـجـعـاتِ فــتـىً وكـهـلاً

فهـلْ تـخـشـى لـظـى قـيـظٍ رِمـالـي ؟

***

 

(4) أُلـفـة

 

لـسـتُ وحـدي أجـلـسُ الان عـلـى سـاحـلِ

" هِــنْـلي بـيـجْ "

أرمـي الـمـوجَ والـرمـلَ بـأحـجـارِ الـنـدَمْ

*

لـسـتُ وحـدي

فـأنـا فـي قـلـبـيَ اللهُ

وفـي عـيـنـيَّ بـحـرٌ

ويـدي تـحـمـلُ أوراقـاً وتـبـغـاً

وقـلـمْ

*

وبـأعـمـاقـي جـبـالٌ مـن هـمـومٍ

وسـهـولٌ مـن ألـمْ

*

لـسـتُ وحـدي ..

إنـنـي فـردٌ

ولـكـنْ

بـيـن أضـلاعـي شـعـوبٌ وأمـمْ

*

كـيـف أشـكـو وحـشـةَ الـوِحـدةِ والـبـحـرُ صـديـقـي

ونـديـمـي الـصـمـتُ ..

هـل يـشـكـو صـريـرَ الـريـحِ مـزمـارُ الأصَـمّْ ؟

***

 

(5) أ. ل . م

 

نـفـسُ الـحـروفِ

ونـفـسُ أوراقـي وحـبـري والـقـلـمْ

*

تـتـبـادلُ الأدوارَ فـي مـضـمـار ركـضـي

بـيـن أشــواطِ الـطـفـولـةِ والـفـتـوّةِ

والـهِـرَمْ :

*

" ألِـفٌ " كـرُمـحٍ بـيـن أضـلاعـي ..

و" لامٌ " مـثـلُ مـجـرفـةٍ ..

و " مِـيـمٌ " مـثـلُ أفـعـى تـسـتـطـيـبُ

نـزيـفَ دَمْ

*

أغـفـو عـلـى " أمـلٍ " فـيـوقـظـنـي

" ألـمْ "

*

فـعـلامَ يـقـربُـنـي الـنـدَمْ

*

لـو أنّ مـجـرفـةَ ســتُـلـقـي بـيْ الـى

بـئـرِ الـعـدَمْ ؟

***

 

(6) صـدقـة

 

جِـئـتُ بُـسـتـانَـكِ شَـحّـاذاً

فـمـي صَـحْـنـي

هِـبـيـنـي مـن كـرومِ الـثـغــرِ عـنـقـوداً مـن الـلـثـمِ

فـإنـي أسْــتـحِـقُ الـصَّـدَقَـةْ

*

وامـنـحـيـنـي شَــمَّـةً مـن عـطـرِ زهـرِ الـلـوزِ فـي واديـكِ

إنـي ظـامـئٌ

يـكـفـي غـلـيـلـي مـنـكِ شَــمُّ الـزنـبـقـةْ

**

 

(7) فـتـوى

 

يــا مَــنْ لُـــمــاهُ قـــرَنْـــفُـــلٌ وخُــزامــى

أنــا مــا طــلـــبْـــتُ سُـــلافــةً ومُــدامــا

 

قـد جــئــتُ أســتـجـدي زفــيـرَكَ لا طِـلاً

وعــصــيــرَ أعـــنــابٍ تـعَــتَّــقَ عــامــا

 

أدمــنــتُ فــيــكَ تـــبـــتُّــلاً فــأنــا امــرؤٌ

عَـــفٌّ ... ومـــثــلـــكَ أنــبـــذُ الآثــامـــا

 

إنْ كـانـتِ الـقُــبُـلاتُ تـُـفـطـِـرُ صـائــمــاً

أو كـانَ رشـــفُ نـدى الــشـفــاهِ حَـرامــا

 

فهـلِ الـعـنـاقُ ضُحىً سَــيُـفـسِـدُ مُـمْـسِـكـاً

مـا ذاقَ مـن بـعــدِ الــسـحــورِ طـعــامــا ؟

 

فــتـوايَ : شَــمُّ الـوردِ لـيـسَ بِـمُــبـطِــلٍ

فـي شــرعِ عــشّـاقِ الــورودِ صِــيــامـا

***

يحيى السماوي

 

في نصوص اليوم