نصوص أدبية

تعقَّلْنا كثيراً

باسم الحسناويإشرب إلى أن ترتوي كأسَ الخَنا

           ستراكَ أعينُنا الكريمَ المُحْسِنا

إنّا فقدنا قوَّةَ التمييزِ حتى

                 لم نميِّز من نأى ممَّن دَنا

ما شئتَ فافعل من صنيعٍ منكرٍ

         أتخافُ من أحدٍ؟ وهل أحدٌ هنا؟

وأراكَ أحياناً تصانعُ معشراً

           ماذا دهاكَ لكي تصانعَ مذعنا

أرقى جرائمِكَ التي تنتابُها

               تلكَ التي كانت وبالاً مُعلَنا

لا تخشَ من ذمٍّ عليكَ فإنَّنا

             اعتدنا مقابلةَ الجريمةِ بالثَّنا

فلكَم هتفنا للطواغيتِ الذينَ

           تعاقبوا خوفاً ومن أجلِ الغِنى

سل أوَّلَ الدنيا وآخرَها يجبكَ

             كلاهما عن أيِّ مظلومٍ جَنى

ويجبكَ ثَمَّ كلاهما عن أيِّ شعبٍ

             يملأ الصفحاتِ شعراً محزنا

لكن يعيشُ وليسَ همُّ قطيعِهِ

       إلا السَّحاب وكيفَ يمطرُ بالكُنى

حصِّنهُ مهما شئتَ لستَ بمبصرٍ

           شعباً من الداءِ القديمِ محصَّنا

هو مدمنٌ، أتريدُ تقديمَ العلاجِ

             لمدمنٍ.. ستضرُّ هذا المدمنا

سيثورُ ضدَّكَ مثل ثورٍ هائجٍ

             حتى يفتِّتَ لحمَكَ المتغضِّنا

إنا تعقَّلنا كثيراً بعدَما

         ذهبَ الصِّبا حتى قطعنا الألسُنا

صرنا نرى أهلَ العفافِ أحقَّنا

         بالرجمِ والمجدَ الكبيرَ لمن زَنى

 

باسم الحسناوي

 

 

في نصوص اليوم