نصوص أدبية

ضحايا الباص

باسم الحسناويهل يعلمُ الداني لنا والقاصي

           أنا كطيرٍ ماتَ في الأقفاصِ

قولوا لهم لا تسرعوا لخلاصِنا

         لا يطلبُ المقتولُ نوعَ خلاصِ

عشنا حياةً ملؤُها عشّاقُها

             ما بينَ شاعرِ أمةٍ أو قاصِ

لم نتركِ الدنيا تساقي همَّها

           إلا عصرنا روحَها كأجاصِ

نستخرج الفرحَ اللذيذَ بطبعِنا

         من روحِها المتجهِّمِ المعتاصِ

ولكم شربنا الخمر من قطراتها

       حتى سلكنا الدربَ دون نواصي

لا فرق بين القاتلين وبيننا

       إذ نحنُ مقتولونَ رميَ رصاصِ

منهنَّ أعني العاشقاتِ تراشقت

              نظراتُهنَّ تدورُ كالرقّاصِ

واللهِ لم نخلص لهنَّ وإنَّما

           نادينَنا عشقاً ذوي الإخلاصِ

ينظرْنَنا فوقَ الملاكِ برتبةٍ

             لا أنَّنا من سائرِ الأشخاصِ

ما همَّهنَّ بأننا في طاعةٍ

               أو أنَّنا نحيا حياةَ العاصي

واللهِ أعينُهنَّ فرط بريقهنَّ

             كأنَّها الرَّشقاتُ من قنّاصِ

ذبنا على الإسفلتِ فرطَ هيامِنا

         ليكونَ أجمعُنا ضحايا الباصِ

         ***

الدموعُ العاشقات

العرشُ ثمَّ النقشُ يا من تنقشُ

       لا شعرَ ما لم يأتِ عشقٌ مدهشُ

لا أكتبُ الشعرَ الجميلَ وخافقي

       من عشقِهنَّ العذبِ قفرٌ موحشُ

وأكادُ حين أقولُ أينَ حبيبتي

           وهيَ التبادلُني عناقاً أجهَشُ

أينَ الدموعُ العاشقاتُ، دفنتهنَّ

       بضوءِ قلبي، يا بني قلبي انبشوا

فاستخرجوا جثثَ الدموعِ لأنَّني

   من دونِ هذا الدمعِ شخصٌ أعمشُ

ليسَ البريءَ الذئبُ من دمِ أدمعي

         ما زالَ ذئبُ الصدِّ فيها ينهشُ

الموتُ ظمآناً بسيفٍ غادرٍ

         هو في خيالِ الدمعِ ماءٌ منعشُ

من يرضعِ الجوزاءَ قبل عناقِهِ

       سيفَ المنيَّةِ..كيفَ هذا يعطشُ؟

ولذا أموتُ وفي الفؤادِ سعادةٌ

             لا تنتهي أنَّ المنايا تبطشُ

إن كانَ فاحشةً مسيري في الدُّجى

         فالنومُ في ذلِّ المخادعِ أفحشُ

***

 

باسم الحسناوي

 

في نصوص اليوم