نصوص أدبية

موشـح "ياصَـبا دجلة"

يحيى السماوي

إنْ تـكـنْ تـخـشـى مـقـالَ الـرَّاجِـفِ

فاسْـقِـني الـخـمـرَ بكأسِ "الهـاتِـفِ"

ســوف أرضــى بــلـقــاءٍ خــاطـفِ


يا صَـبـا دجـلـةَ ضَـيَّـعْـتُ الـصِّـبـا ... وأضـاعَــتْـنـي دروبُ الـسَّــفَـرِ

 

كـان لـيْ نـهــرٌ وبــســتـانٌ ودارْ

ونـديــمـايَ الــنـدى والـجُـلَّــنـارْ

ثـمَّ لــمّـا أطـفــأ الـلـيـلُ الــنـهــارْ

 

أصْحـرَ الـحـقـلُ ونـهـري نَـضُـبـا ... فـإذا الـقــيــثـارُ قــبــرُ الــوتَــرِ

***

يـا حـبـيـبـاً كـلَّــمــا أدعـوهُ صَـــدْ

صَـعَّـرَ الـقـلـبَ ومـا صَـعَّـرَ خـدْ

فـالـهـوى ما بـيـنـنـا جَـزرٌ ومَــدْ

 

أفــؤادي ؟ أمْ حـبــيــبـي كَـذِبـا ... أمْ حــقــولـي كـاذبـاتُ الــشَّـجَــرِ ؟

***

مـا لـلـيـلـى تَـعِــبَــتْ مـن تـعَـبـي

وحـروفـي هــرَبَــتْ مـن كُــتُــبـي

كُـلَّــمــا أســـألــهــــا لـــم تُــجِـــبِ

 

إنَّ عـمـري مـثـلُ مـاءٍ سُــكِــبـا ... فـوق كــثــبــانِ رمـالِ الــقَــدَرِ

***

مـا الـذي يـجـمَـعُ مـاءَ الـحُــلُــمِ ؟

لُـغـتـي يـخـذِلـهـا صـمـتُ فـمـي

فـأرِحْـنـي مـنـكَ أو مـن سَـقـمـي

 

أعـطِـنـي مـنـكَ لـهـجـرٍ سَــبـبـا ... عَــلَّـنـي أطـفـئُ جـمـرَ الـضَّـجَــرِ

***

إنْ تـكـنْ تـخـشـى مـقـالَ الـرَّاجِـفِ

فاسْـقِـني الـخـمـرَ بكأسِ " الهـاتِـفِ"

ســوف أرضــى بــلـقــاءٍ خــاطـفِ

 

عـنـدمـا يـلـثـمُ طـيـفٌ هُــدُبـا ... فـافـتـرِشْ جـفـنـي ونَـمْ فـي نـظـري

***

مُــدَّ لـيْ يـانـاسِـكَ الـطـيـشِ يـديــكْ

إنَّ قــلـبـي هـاربُ الـنـبـضِ إلــيــكْ

فـعـسـى أبـصـرُ لـيْ فـي مُـقـلـتـيـكْ

 

وطـنـاً ضـاعَ وحـقـلاً مُـعـشِـبـا ... كـان بـالأمـسِ ضـحــوكَ الـمَــطـرِ

 

يـا صَـبـا دجـلـةَ ضَـيَّـعـتُ الـصِّـبـا ... وأضـاعَــتْــنـي دروبُ الـســفــرِ

 

يحيى السماوي

.....................

(*) مـن مجموعتي (عيناك لي وطن ومنفى) الصادرة عام 1995

 

في نصوص اليوم