نصوص أدبية

عـيد ميلاد

نور الدين صمودرسالة حب إلى

ص ب رقم 06/07/1932

....................................

أنتَ يا يومَ مولدي يومُ عيدِ

وأنا فيـكَ عـائـدٌ من جـديــدِ

.

سَكـَنَتْني الأشعارُ بلْ ملكـتني

منذ ذاك اليوم الجديد السعيدِ

.

والزغاريدُ أنعَـشـتـْـني وليــدًا

بيـن أيْــدٍ للآنساتِ الغــيـــدِ

.

وكـأني بالـشعـــر يرسِلُ قـــولاً

يُنـْعِشُ الروح كالشـّذا في الورودِ:

.

إنّ (نورَ الدين) الذي جاء طفلا ً

مُـنـْذ تسـعـين حِـجـَّةً للوجـــودِ

.

غـَيْرَ خمس ٍأو أربع ٍ من سنين ٍ

كان فـيها قد عاشَ جـِدَّ سـعــيـد ِ

.

في بحور الخليل يُحسن سبحًا

وتراه يقول: هل من مزيدِ ؟

.

وإذا شاب شـَعْرُ رأسي فـَشِعري

لم تـُشَيِّــبْهُ مُعْــضلاتُ الوجـــودِ

.

أستعيدُ الشباب في كل عام ٍ

كلَّ يـوم أعيشـه مِـن جدـيدِ

.

وإذا ما الغرامُ دغـدغ قـلـبي

ظل شعري يُعيدُ لحن الخلودِ

.

منذ ُعهد الشباب كان أصيلاً

رُحْـتُ أسْـعَى به إلى التجديدِ

.

وتغـنَّتْ عرائسُ الشعر حولي

راقصات يـُنـْشِدْنَ أحلى نشيدِ

.

وأراهنَّ، منذ أنْ كنتُ طفلا،

ساكناتٍ أعماق قلبي العميدِ

.

كنتُ يومَ الميلاد (قَيْسًا) وحوْلي

ألفُ ليلـَى كباقة من ورودِ

.

(يترشـَّفـْنَ مــن فـمي قـُبُـلاتٍ)

كنتُ في صدِّهِــنَّ جـِدَّ عنـيــدِ

.

قال فـيــهـِـنَّ (أحمد المتنبي:)

(هُنَّ عندي أحلَى من التوحيدِ)1

.

وهْو ضربٌ من التـُّمور لــذيـــذ ٌ

عُدْتُ من أجله (لأرض الجريدِ)2

.

وهي قـد ألـْهمتْ (أبا الشعر) حتى

صار رَمْـزَ (الشباب) في التجديد ِ3

.

رُحْـنَ يُنـشدْنني ألــذ َّ لـحــون ٍ

ألـْهمتني في الشعر أحلى قصيدِ

.

وتـَغـَنـَّـيْنَ ثم قـُلـْنَ جــميـعًا:

كم نهلنا الأشعارَ من (صَمُّودِ)

.

أنا لولا الجمالُ ما قلتُ شعرًا

منه أصبحتُ طامعًا في الخلودِ

***

 

شعر أ . د : نور الدين صَمُّود

......................

1) بيت من قصيدة لأبي الطيب المتنبي، والتوحيد: من ألذ أنواع التمر.

2) أرض الجريد: هي واحات النخيل في الجنوب التونسي

3) الشاعر أو القاسم الشابي (1909/1934) ولد في قرية الشابية المجاورة لمدينة توزر بالجنوب التونسي، المشهورة بتمورها اللذيذة المتنوعة.

 

في نصوص اليوم