نصوص أدبية

عـامـر جـمـيل

بتول البستانيطالبي الدكتور عامر جميل :

لم أسمع نبأ موتكَ على الرغم من قربِ المسافات بيننا ..!

هل انتهت حواراتُكَ مع النفّري والبسطامي؟

هل توقفتْ تأمّلاتُكَ في الشعر والحبّ والجمال؟

هل اخترتَ المنهج الذي ستدرسُ فيه أصلَ الظلم عند الإنسان؟

أو أن قذيفة الهاون عطّلت ذلك كلّهُ؟

هل تحول الموتُ لديك إلى (انكشافٍ للوجود)؟

هل كان خبرُ موتكَ مشاغبةً من مشاغباتكَ (الممهورةِ بالودّ)،

لأصدقائكَ جاسم وقيس؟

هل خذلتُكَ حينما لم أكن (شجرتكَ الوارفة) في ذلك اليوم؟

ألم تعلم أنّ تلك الشجرة كانت تنزفُ يومذاك؟

وأنّها كانت تحتضنُ روحَها بين كفّيها خوفًا من انفلاتِها؟

أما زال قيس يسمعُ (صريفَ قلمكَ وهو يفتضُ الفراغات الموحشة للحياة)؟

أما زال يرى احتشادَ (الأحلام المبتورة) في وجهك؟

أما زالت عبارة (الكلّ يعرفُ) تربطُك مع قيس وجاسم؟

أم أنّ المعرفةَ عبثتْ بها الريحُ الهوجاء؟

لماذا (بقيتَ مصلوبًا على أحجارِ التريّثِ،

تحملقُ في تلاشي يقظاتكَ المؤجّلة)؟

لماذا؟

كيف (خدّشكَ الوجودُ) ياعامر؟

كيف؟

وأين كان ثائر؟

آآآه ... ياطالبي :

لقد ارتحتَ بعد عناءٍ طويل،

فنحنُ لا نرتاحُ إلا بدموع أرواحنا والموت .

***

 

أ.د. بتول البستاني - جامعة الموصل

.............................

* لروحك السلام الذي افتقدناه طويلا طالبي الجميل عامر، أخفيتُ رثائي لك عن عيني حتى ظننتُ لفترة أنّه ضاع، لماذا أنشره الآن بعد مرور أكثر من سنة على رحيلك؟ ألشعوري بأنّ النشر سيخفف من اتقاد جمرة الحزن في قلبي على ما حصل لك ولمدينتي – الموصل – وأهلها الطيبين، وسيجعلني أكثر إيمانًا واستسلامًا للواقع المرّ بدلًا من الهروب منه؟؟ ربّما ..

*د. عامر جميل: أستاذ في جامعة الموصل _ كلية الآداب _ قسم الفلسفة وكاتب أكاديمي له مؤلفات في الصوفية والنقد الأدبي، توفي بقذيفة هاون سقطت على منزله في معارك الموصل عام 2017 .

* ثائر جميل: شقيق د.عامر جميل .

* أصدقاء د. عامر جميل من مدينة الموصل :

* د. جاسم خلف إلياس : شاعر وناقد أكاديمي .

* د. قيس عمر: قاص وناقد أكاديمي .

* مابين الأقواس من جمل وعبارات هي للد.عامر ود.جاسم ود.قيس .

 

في نصوص اليوم