نصوص أدبية

صَبأَ الفؤادُ

عبد الفتاح المطلبيصَبأَ الفؤادُ و قـــــدْ خلَعتُ عِذاري

وعجبتُ كيـــفَ تبـــــدّلَتْ أطواري

 

وشكوتُ منكَ إليـــــكَ تبريحَ النوى

فسَرَقتَ منّي ليـــــــــــلَتي ونهاري

 

قد كنتُ قبلَكَ مثــــــلَ تـــــلٍّ أجرَدٍ

فإذا هواكَ كديــــــــــــــــمةٍ مدرارِ

 

وزرعتُ من شــــوقي إليكَ حدائقاً

فتطاولتْ فــي سفحهِ أشـــــــجاري

 

وهَفا إليكَ القلبُ وهــــــوَ مضرّجٌ

بالعشقِ ينزفُ نبضَـــــــهُ ويُداري

 

حتى إذا اشتدتْ تبـــــاريحُ الهوى

وتساقطتْ مـــــــن ليــلِها أقماري

 

لجأ الفؤادُ لهُ فصـــــــــــعّرَ خـدَّهُ

وأقامَ دونَ الوصـــــــلِ ألفَ جـدارِ

 

فهتفتُ واهـــــــاً يا جميلُ خذلتني

إني أراكَ خطيــــــــئتي وعثارِي

 

يا قلبُ وارجعْ مــــن قريبٍ نادماً

يا قلبُ لستَ مُطـــــــــاوِلاً فحِذارِ

 

وظننتُ أنّ هوَى الأحبــّــــةِ جَنّةٌ

حتى دخلتُ بحبِّــــــــــــــهمْ للنارِ

 

ووجدتُني في التَيـــــهِ لا ظلٌّ ولا

شَجَرٌ وأضربُ أيمَـــــني بيساري

 

لا ماءَ لا أنهارُ عشــــــــقٍ مثلما

وَعَدُوا وبُئْتَ بقاحـــــــــــلٍ وقِفارِ

 

أصبحتُ مثــــلَ (البهلوان) بحلْبَةٍ

وسلَبتَ منّـــــــي هيبتي وَوَقاري

 

وجُننتُ فيـكَ وكنـــتُ قبلَكَ راشداً

ما عدتُ أملكُ فيــــــــكَ أيَّ قرارِ

 

النارُ والفردوسُ فيـــــــهِ فأقدمي

يا نفسُ فارتجــلي إذنْ واختاري

 

قدمتُ أعذاراُ وصــــرتُ أعيدُها

وغَـدَتْ تُكذّبُ دعـــوتي أعذاري

 

يا أنتَ يا طيفاً يســـــاورُ رقدتي

وإذا صحوتُ فأنت من أسراري

 

لم أحظَ في حلمي بكأسِـكَ بارداً

و سقيتني يقِظاً بكــــــــأسِ النارِ

 

ما ضرّ لو تأتي إلــــي بآخرِال-

ليلِ البهيم وتســـــتكين جواري

 

وتُبيحَ ليْ التفاحَ في الخدّين وال

شفتينِ من عَنــمٍ ومــــنْ جلَّنارِ

 

وننامُ نومَ حمامتين إلى الضُحى

ونظنّ أنّا مـــــــن حَمـــامِ الدارِ

***

 

عبد الفتاح المطلبي

 

في نصوص اليوم