نصوص أدبية

حبٌّ ماكر

باسم الحسناويإن ضقتَ ذرعاً بالهوى لكَ مخرجُ

              أن يطعنَ الصبَّ الحسامُ الأهوَجُ

اكتب قصيدتَكَ الأخيرةَ مسرعاً

                 فعناكبُ الموتِ النشيطةُ تنسجُ

اذكر بها أسماءَ كلِّ قبيلةٍ

                    قد سارَ منها بالحبيبةِ هودَجُ

لا شكَّ حبُّكَ ليس قطُّ بمخلصٍ

                         أبداً لواحدةٍ فهل تتحرَّجُ

لو أنَّني أعلنتُ أنَّك كلَّ

                        ثانيةٍ تحبُّ جميلةً تتبرَّجُ

وتعودُ تجمعهنَّ ثانيةً

                   بواحدةٍ كماءِ النهرِ إذ تتموَّجُ

وتذوقُ روعةَ طعمِها فكسكَّرٍ

                   حيناً وحيناً طعمُها هوَ أترُجُ

وتجرِّبُ الموتَ العنيفَ بكهرباءِ

                     عناقِها، نعمَ العناقُ المبهجُ

تبكي عليكَ وقد رأتكَ مجندلاً

                     بالقربِ منها ثمَّ إذ تتدحرجُ

وتقومُ أكثرَ رغبةً بعناقِها

                      تدري بأنَّكَ ماكرٌ تستدرجُ

صبرت على التقبيلِ وهي تظنُّ أنْ

                 تلك المصيبةُ عن قريبٍ تفرجُ

لكنَّها يئست من الفرجِ الذي

                     ظنَّتهُ يأتي فهي ذي تتلجلجُ

وتقولُ يا ربّاهُ إني لم أزل

               حشفاً فشاهد كيفَ تمري ينضجُ

***

أسُّ السعادة

سلامٌ على نفسي فليس سوى نفسي

         لها الحقُّ أن تحظى بأنشودةِ الشَّمسِ

أنا الخمرُ للخمرِ التي هي نشوةٌ

             وما حاجتي للكأسِ، قافيتي كأسي

وواللهِ ليس الزرعُ يزهرُ في الثرى

       سوى أنَّه شعري الذي كانَ من غرسي

فلو شرب الإنسانُ محضاً عواطفي

                فما من سبيلٍ للقنوطِ ولا اليأسِ

ومن أين يأتي اليأسُ للناسِ عندما

        يروحونَ من عرسٍ ليغدو إلى عرسِ

لهم أنجمٌ سعدُ السعودِ طلوعُها

                 بما ودَّعت آمالُهم أنجمَ النحسِ

وما فيهمو إلا الشجاعُ، يكادُ من

                  شجاعتِهِ يبدو كعنترةِ العبسي

ولا رمح إلا وهو يرفعُ مصحفاً

               إلى اللهِ ممتدّاً على هيأةِ الرأسِ

وإن تركَ الناسُ السلافةَ من دمي

           يرونَ وقوفَ الكائناتِ على العكسِ

أنا باختصارٍ أسُّ كلِّ سعادةٍ

               بدوني سعاداتُ الوجودِ بلا أسِّ

***

 

باسم الحسناوي

 

 

في نصوص اليوم