نصوص أدبية
خيبة
أَمِنْ غربِها أم مــنَ المشــرقِ
يلُدُّ كميّاً ولــــــــــــمْ يُـــخفقِ
أسىً يرتدي لامـةَ المحربيـن
يصولُ بميــــــــــدانهِ المغلقِ
وميدانُهُ عرصـــــــاتُ الفؤاد
على فرسٍ مقـــــــــــدمٍ أبلَقِ
وحيداً أواجههُ فـــــي العراء
فمِنْ أيِّ صــــــــولاتهِ أتّقي
وينتظرُ اللحــــــظةَ المُبتغاة
كثعبانِ وادي الغَضا المطرقِ
إذا دندنتْ نبضٌـــةٌ في الفؤادِ
يلُصُّ عليــــــها كما العقعقِ
وناباهُ ما بين ضـــلعٍ وضلع
بمغرزها اللامــــــعِ الأفرقِ
وتعلمُ أنـــــــــــكَ أنتَ الّذي
أعوّلُ فيـــــــهِ على المَوْثِقِ
سبيُّكَ ما ضـــجّتِ الأمنيات
وما زلتُ في السبيِّ لمْ أعتَقِ
أرى الناسَ في عالمي كالدُخان
ووحدُك أنتَ الهـــــواءُ النقي
وفرتُكَ ليْ يـــومَ حزنٍ عظيمٍ
دريئةَ ليلِ الأســـــى المُحدقِ
وما مَفزعٌ ويـــــــكَ إلاّ إليك
أراك َ هــــوىً وأراني شقي
ولم أدرِ أن النوايـــــا رماحٌ
أسنّتُها فـــــــــي القفا تلتقي
وأيّاً من المرهفات انتضيت
ستقطعُ مـــنْ كَبِدي ما بقي
وكم كنــتَ للدهرِعوناً عليّ
نكأتَ الجـــــراحَ ولمْ تَرْفُقِ
ببحريَ ألقيــْـــــتَنِي عارِياً
ظننتَ بأنكَ بــــــيْ مُغرقي
ولما تهافتَ فيــــكَ الضمير
وغادرتَ خِيمَــــكَ بالمطلقِ
ورحتَ تصـبّ الهموم الثقال
على جســــــدٍ مُنهكٍ مُرهقِ
توقفتُ عنــد احتراقِ الفؤاد
وكيف استبيــــحَ ولم ينطقِ
كأن المنايــــا تطيـرُ إليه
على جامــــحٍ واثبٍ مُحنقِ
أراني وقد جـاءتِ الذكريات
على سُلّمٍ مــن جوىً ترتقي
فمهدتُ روحـي إلى الآتيات
وصحتُ ألا يا مناي اشفقي
ومن فوقِ رأسيَ طارَ الغُدافُ
وحطّ اليمــامُ علـى مفرقي
فعَرّيتُ صدريَ للمورياتِ
وقلتُ لها ما اشتهيتِ احرقي
ويا شجر القلب هل من ربيع
وهل سـأرى فيكَ من مورِقِ
وما الذنبُ ذنبــــكِ بـل إنني
وثقتُ فيا ليَ مـــــــن أحمقِ
***
عبد الفتاح المطلي
