نصوص أدبية

كيف لي!

عبد الستار نورعليكيف ليْ أنْ أتغزَّلْ،

وبلادي بينَ أنيابِ تماسيحَ

وآياتِ هُبَلْ!

*

كيفَ لي أنْ أذكرَ الوردةَ والعطرَ،

وهيفاءَ وسلمى وأملْ،

ونساءُ الوطنِ المنكوبِ منْ غيرِ أملْ!

*

كيف ليْ أنْ أسجرَ التنورَ في صدري

لصدرٍ ناهدٍ، أو جسمِ غيداءٍ عبَلْ،

وصدورُ الناسِ جلدٌ فوق عظمٍ

نخرَ الجوعُ بها حتى الأجَلْ!

*

كيف لي أنْ أتخيَّلْ

أنَّ مثليْ بين أهدابِ الجميلاتِ انشتَلْ،

وقطارُ العمرِ في رحلتهِ ها قد وصَلْ،

وثكالانا سوادٌ في سوادٍ،

والمراثي مثلُ شلالٍ هطلْ

بينَ أسرابِ عِماماتِ الدجَلْ!

*

كيف ليْ أنْ أتجمّلْ

بحروفٍ منْ يواقيتَ،

بيانٍ وبديعٍ، وكلامٍ منْ عسلْ،

ولسانُ الناسِ جفَّ الحرفُ فيهِ

منْ مراراتِ لصوصٍ، لا حياءٌ، لا خجلْ!

*

كيف لي أنْ أحتسي الخمرةَ نشواناً

على همسِ الغزَلْ،

ومياهُ الوطنِ الموبوءِ ِ ذِبّانٌ، بعوضٌ،

سرطانٌ قد قتلْ!

*

كيف لي أنْ أتدلَّلْ،

وأنامَ الليلَ فوق الريشِ والقطنِ،

وطفلٌ في بلادي فوق حِصرانٍ وتربٍ

يتلوّى منْ عِلَلْ!

*

كيف لي،

يا أيُّها السيدُ،

قلْ لي:

كيفَ لكْ!

***

 

عبد الستار نورعلي

الأربعاء 18 تموز 2018

 

في نصوص اليوم