نصوص أدبية

باقة ورود

ابراهيم الخزعليبينما كان يجلس في أحدى محطات انتظار الباصات، وهو يحتضن باقة ورود متنوعة الألوان والأشكال، وعيناه الصغيرتان اللتان لم تتجاوزا العاشرة، تحلقان بعيدا... إذْ جلست الى جنبه فتاة، وعيناها تشعان ابتسامة مصحوبة بملاطفة :

هل انك ستهدي هذه الباقة الى حبيبتك التي تنتظرها؟

فأجاب برقة ممزوجة بشيء من الحزن:

بالتأكيد ..أنّي سأهديها الى حبيبتي، ولكنّي لم أنتظرها، بل انّي طالع اليها.

فأردفت الفتاة وهل أن حبيبتك تدرس معك في نفس المدرسة ؟

ثمة شيء أعاقه في الرد على سؤالها، وارتسمت دمعة على وجنته، وبعد هنيهة أجاب:

كيف تدرس معي، وهي التي وهبتني كل شيء، وبعثتني للوجود؟!

كان الجواب بالنسبة للفتاة، لغزا صاعقا، هز مشاعرها وفجر فضولها !

لم أفهم منك شيئا ايها الجميل ...

فأجاب : نعم، أنّي سأضع باقة الورود على قبرها، بعد أن حرمني الأرهابيّون منها في تفجيراتهم، وأصبحت لا أمَّ لي...

***

 

الدكتور ابراهيم الخزعلي

موسكو/ 13.07.2018

 

 

في نصوص اليوم