نصوص أدبية

تانتالوس - TANTALUS

نور الدين صمودمَلِكًا كان ذا قوة هائلهْ

عزَّزَتْ ملكَهُ ثروةٌ طائلهْ

كان صاحبَ حظٍ كبيرْ

كان صاحبَ مالٍ وفيرْ

كان يُدعَى إلى مجلس الآلههْ

أبطرتْـه النِّعمْ

ورمته جرائمُه المنكَـرهْ

في مهاوي الألمْ

ومطاوي اللظى الحارقهْ

فغدا طُعمة للجحيمْ

بعدما ظل دهرا بظلِّ النعيمْ

عُـلِّـقتْ فوقَه في ضِـرام اللهيبْ

صخرةٌ ساحقــهْ

كلَّ حينٍ تُهددُه بالسقوط الرهيبْ

وعناقيدُ فاكهة ناضجهْ

لا تنال جناها يــداهْ

كي تُثير عذاب الأماني بأعماقهْ.

أوقفوهُ ببركة ماء، بدت في الجحيمْ

كالسّرابْ

كي تُثير العذابْ

دون أن يستطيع الحصول على..

قطرةٍ من مياهْ

كي تَـبُـلَّ صداهْ

فهو في الرعب والعطش المُـرِّ يَـبْـقَى إلى اللانهايهْ

وهو ما بين أَلْسِنة النار طول المَدَى

دون غايـــهْ

*

قادم من شَمال الشَّمالْ

قادم من بلاد الظِّلالْ

قادم من ربا الياسمينِ…

ومن نفحات الرياحينِ…

من فيض نبع الحنانْ

قادم من هديل هدوء الشذَا

في المسا…

بعدمـا…

قد رأى…

رقصةَ الماء في ظل صفصافةٍ..

بعثت في المروج الأمانْ

وشوشت للثرَى

فانبـــرَى

يوقظ الوردَ

يستوطن الخدَّ…

يمتشق القدَّ…

رُمحا لحرب عـوانْ

حُسنها لعِطاشِ الهوى منهلُ

في شذا حُسنها أذهلُ

يُمنع الرِّيُّ إذ يسهُلُ

"تنتلوس" الذي

ظل منه مَعينُ الشرابْ

لامعًا كالسرابْ

ليس يُفضي إلى غير نَـيْـلِ المُحالْ

كلما هم أن يرتوي…

يلتوي…

مثل أفعى سعت في الرمالْْ

يُـلْـهِـبُ الماءُ حُلقومَهُ

يُضرم الَحُّر حَيْزومَهُ

يُبصرُ الماءَ من حولهِ

مثل سيل يكادُ يفيضْ

فإذا مدَّ نحو المياهْ

ظامئاتِ الشفاهْ

يختفي

َيَتلاشَى .يَغيضْْ

فهو عذب زُلالْ

لامِعٌ في الظِّلالْ

وهو من "تنتلوس" بعيدُ المنالْ.

***

 

نورالدين صمُّود - تونس

..................................

* شخصية تنتالوس انظرها في (معجم الأعلام في الأساطير اليونانية والرومانية)

ترجمة أمين سلامة طبعة أولى سنة 1955

العنوان

 

 

في نصوص اليوم