نصوص أدبية
أيُّها الطالعُ من نهرِ الذاكرة
كُنْ قمريَ المستحيلَ
أيُّها الطالعُ من قرصِ التأمّل
ولا تكُنْ شمسيَ المنطفئةَ
تمشي على رصيفٍ
مهجور .
*
كُنْ بيدري الباحثَ عنّي
الساعيَ لغَدٍ تُريدُه ضوءً
في دروبِ السادرين في غيهبِ
الضياعِ ينقذُهم من جورِ أنفسِهم
ولا تكُنْ حقلَ سنابلٍ خَمول
فيأكله جرادٌ يُنتِج الذَّواء
*
لا تكُنْ كفَّا تمتدُّ لتغتالَ
تنعمُ بالدّمِ المُراق وآهات
تقولُها قلوبُ المعذبين
انَّما يداً تنبسِطُ للسَّماحةِ
تزرعُ وردَ الطمانينةِ
لمصافحةِ ضحكات الصغار
تعدو ..
وتحيّي البراءة .
*
كُنْ النارَ تلسعُ
وَهجُها فكرٌ ، وابداعٌ ، وهتاف
ولا تكُن الرمادَ الخذيل
يَذروهُ هزءُ المتكئين على سُررِ الهَباء .
*
لا تكُنْ لافتةً مُمزَّقةً
تسخرُ منها الريحُ
وتبصقُ عليها عيونُ الهجاء
بلْ كُنْ خفّاقاً
كبيارقِ المنتصرين
ترفلُ مَيساً
تتعالى بالفردوس .
*
كُنْ الطباشيرَ
يبتكِرُ المعادلةَ
فيصنعُ وطناً أحلى الأوطان
ولا تكُنْ الممحاةَ تعملُ الفراغَ
الآيلَ إلى الأسى المُستدام .
*
كُنْ قَدَري ولا تضعني هامشاً
فلي بكَ أملٌ يشبه ثوباً
يحلمُ به العراةُ المعجونون في وحلٍ
خلَقَهُ الجُّناةِ .
*
كُنْ معي كهارونَ لموسى
فأرسُمُك وفاءً
ولا تكُنْ بروتس لقيصرَ
فأحسَبُكَ أيقونةً للغدرِ .
*
كُنْ نهراً يحاورُ الأشجارَ عِشقاً
ولا تكُنْ صخوراً تجرحُ عينَ النَّاظِرين.
اجعلني أهفو إليكَ كلَّما جَرحَتْ يديَ
شوكةُ بغضٍ
أو وقفَ بوجهيَ غولُ الحقدِ .
*
كُنْ الصَّباحَ الضاحِكَ مع الجميع
تُنشِد أغنيةً يرقِص لها الوردُ
ويشدو عبيراً على ايقاعِها الحرمانُ
ولا تَكُنْ موّالَ الأحزانِ ومُثيرَ أوجاعِ
البائسين .
*
قُلْ عنّي ما اقولُه عنكَ
واجعلني أقول عَنكَ
ما تقولُه عنّي .
*
لا تكُنْ العاصفةَ الهوجاء
أيَّها المستحيلُ الذي أُريدُه
بيدي
بلْ الصائِرَ بيدِكَ
فأنتَ القادرُ على انقاذيَ
مِن براثِن الآه .
*
كُنْ مُعلَّقةَ الشِّعرِ يحفظُها
كُلُّ ذي قلبٍ جميل
ولا تكُن سيلَ الاوجاعِ الرَّعناءِ
تَنزُّها روحيَ ، وتُسميكَ
عذاباً .
***
فراس تاجي - البصرة