تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

جوارب مثقوبة

احمد بلقاسمما إن ألقيت بهيكلي على الكرسي بجانبه، وقبل أن أطلب قهوتي بادرني مقطب الجبين وهو يطوي الجريدة بعصبية:

- ها هي ذي مرة أخرى تفعلها كوريا الشمالية!

- ماذا فعلت؟

- ارتكبت حماقة جديدة.

- هل أطلق جنودها النار على أشقائهم في كوريا الجنوبية؟

- لا لم يفعلوا ذلك.

- هل أطلقوا النار على جيرانهم الصينيين؟

- لا، لم يفعلوا شيئا من هذا.

- هل قاموا بتجربة نووية فاشلة؟

- لا ليس هذا ما قاموا به.

- هل استحوذوا على سفينة من سفن فوسفاطنا الشريف؟

- أبدا لم يفعلوا هذا.

- فما الحماقة التي ارتكبتها السيدة كوريا المصونة؟

- لقد أطلقت صاورخا باليستيا جديدا وتكللت التجربة بنجاح، وفي نيتها تطويره ليصل مداه إلى أمريكا !

- أتعتبر هذه حماقة؟

- طبعا هذه حماقة، بل الجنون بعينه.

- أنا لا أشاطرك الرأي فليفعل الكوريون ما يشاءون..

- كيف لا تشاطرني الرأي؛ وهم شعب فقير وينفقون على التسليح من قوتهم اليومي.

- أهل كوريا أدرى بشعابها.

- عجيب أمرك يا صاحبي؛ إذ ترى هذا الأمر عاديا وطبيعيا.

- دعنا من كوريا المارقة هذه وأجبني عن هذا السؤال:

- هل نحن صنعنا أو أطلقنا صاروخا واحدا منذ استقلالنا على حساب تعليمنا، وصحتنا، ومعدتنا؟

- لا، لم نفعل هذا أبدا.

- هل نحن إذن دولة غنية؟

- لا، لسنا كذلك.

- إذن؛ إذا لم تكن الصواريخ البالستية سبب فقرنا، فمن فتح الباب على مصراعيه أمام الجوع، وأمام المرض، وأمام الجهل، ليغزونا في عقر منازلنا، ويتسللوا كالسوسة إلى عظامنا عبر ثقوب جواربنا؟

 

أحمد بلقاسم

 

 

في نصوص اليوم