نصوص أدبية

مُهداة إلى روح الحاجة آمنة بنت الحاج محمد صمود، حرم الحاج، محمود صمود، من ابنهما الشاعر الحاج نورالدين صمود:

........................

إلى كل أم كأمي الحنونْ*

                 ولم ألقَ أمثالها في الوجودْ

خشعْـتُ أمام ضريحِكِ أمِّي*

             خُشوعَ المصلينَ عِـنـْدَ السُّجودْ

وَرُحْتُ أصَلـِّي وأتلو علـيكِ*

             كَلامَ الإلهِ الـعــزيـزِ الـحـمـيدْ

وأقـْـرأ ُ أُمَّ الكِـتابِ العَـزيــز ِ*

             وَرُوحُــكِ تـسْكــنُ دارَ الخلودْ

وقـد رُحْـتُ أدعـو إلهَ السماءِ*

         صبـاحًا مـساءً ووقـتَ الهُـجـودْ

لِـيُـدْخِــلَـَها دارَ خُــلـْدٍ جَــزاءً*

         بِمَا أسـعــدَتْ غيرَها في الوجـودْ

وكانتْ، لِمَنْ أنجـبـتْ، خيْـرَ أمٍّ*

             بِــهـِمْ فـاخـرَتْ كـُـلَّ أمٍّ وَلـُـودْ

قَضَتْ عُـمْـرَها في نِضالٍ وكـدٍّ*

           تـُراعي بَــنِـــيـهــا بـقــلبٍ وَدودْ

وقـد غـَمَـرتـْنا بعطـفٍ كـبيرٍ*

               وكـادتْ لـنا بالحـيـاةِ تـَجـودْ

وتـَـبذ ُلُ للـنـاس كُـلَّ نَـفـيـسٍ*

             ليقْضُـوا الحياة َ بـِعـيْشٍ رغـيـدْ

فــيـا خالِـقَ الكـون هَـيِّئْ لنــا،*

   مَدَى العمْرِ، في الأمْـر، رأيًا رشيدْ(1)

لِـنـَجْعَــلَ مِـنْ كـُلِّ أمٍّ سَـبيلاً*

               لِنـَسْكــُـنَ دارَ البقَـا والخـلـودْ

فقد وُضِعَتَ، تـَحْـتَ أقـدامِها،*

         فــراديسُ مَن بالعطايا يَـجـودْ(2)

فإنَّ رضاهـا سـبـيـلٌ قـويــمٌ*

           لِنـَيْـلِ ِالرِّضَى مـن حـكيم مَجـيـدْ

أ يا أمّ أرْجُـو رِضاكِ، فإنـِّي،*

           بفضـل رضـاكِ، أكــونُ سَـعـيـدْ

ويا رَبِّ جازِ التي ألـْهَمَتـْـني،*

           - بما أنـشـدتنـيَ – هـذا القـصـيدْ

فيا طالما رقَّـصَـتـْـني وغـنـَّتْ*

             وقـد كنتُ مـن لحنـها أستـزيـدْ

وهـا أنـَّني في خـريف الحـيـاة*

               أحِــنُّ إليـها كَــطِـفـْــلٍ ولـيـدْ

أ يا مَـنْ أرتـْـني دُروبَ الحياةِ*

             دعـوتُ إلـهي العـلِيَّ الـْـحَميــدْ

بأنْ نـَلـْـتـَقي في ظِـلالِ النعـيمِ*

             مع المُخْـلِـَصِينَ بهذا الـوجـودْ

فـإنَّ اللقـاءَ بـِهـِـمْ في الجـِنانِ*

             سَيُعْطَـى لمــن يطلبـون المزيدْ

حَباكِ الإلهُ بـِدنـيـاكِ فــَضْـلاً*

             وفي جَـنـّةِ الخـُلـْد قصرًا مَشيدْ

***

تونس: نورالدين صمود

........................

تنوير

1) إشارة إلى قوله تعالى: (ربَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (الكهف 10).

2) إشارة إلى الحديث النبوي الشريف: (الجنة تحت أقدام الأمهات).

مـلاحظة بلاغية:سألني بعضهم: لماذا تنتقل في شعرك من الحديث بضمير الغائب إلى ضمير الحاضر المخاطب؟ فقلت له: اقرأْ سورة الفاتحة على أرواح أمهاتنا جميعا، لترى أنها مفتتحة بحمد الله ثم انتقل مباشرة إلى مخاطبته تعالى بالدعاء أن يهدينا سبيل الرشاد بالسير في الصراط المستقيم) وأمثالها عند البلاغيين كثير