نصوص أدبية
تائه في مرايا الوجه
أنا المولود من رحم الغياب
وتيهي مثل حائرة السحاب
يصارعني عبابُ التيه دوماً
فيصرعني ويخذلني عبابي
يكبّلني بأبوابٍ عظامٍ
ومؤصدة بأقفال ارتيابي
فأفتح من خيال الشعر باباً
ويغلق بالمتاهة الف بابِ
كفلسفة المرايا كان تيهي
إذا ضوء ٌ تسلّط من شهابِ
فتعكسه مرايانا تباعا
وتشتبه الوجوه من اقترابي
ذهبتُ الى بحار الكون لكن
بتيهي لم أجد غير السراب
فكم كان الفؤاد يعيش وهما
فلاة القحط يحسبها روابي
وأشكو للسحاب ظماء روحي
كما يشكو المصاب من المصاب
تواعدني السحائب كل خير
وهل وعد السحاب بذي الارتياب ِ
فأزرع من بذور مناي حلما
فتخدعني ويخذلني ترابي
كقابيل يقطعني جذاذا
ويرميني ليأكلني غرابي
***
زيد صالح