نصوص أدبية

اصرار امرأة

عبد الرزاق السماوينظرة أخيرة في المراة رشة خفيفة من عطره المفضل على ملابسه ..أقفل أزرار سترته تزامنا مع الصوت الخافت لساعة الجدار السادسة مساءا وبندولها الذي يترنح يمينا وشمالا ... أوصد باب غرفته وهمً بالخروج لحانته التي تعوًد ارتيادها كل يوم، لأول مرة طوًق مسامعه صوت أم كلثوم ياظالمني .. عند وصوله الباب الخارجي لاحت لناظريه يافطة صغيرة كتب عليها ممنوع المرور أمعن النظر جيدا واذا بمليكةٍ رائعة الجمال قد أسندت ظهرها على الباب ..شعرها على وجهها بعد أن أتعبه مجفف الشعر، خصلاته بدت منهكة فانسابت على خدود خمرية تزينها ألوان كأنها الفراولة، عيون أتعبها الأرق وبين جفنيها عشق أبدي ..أنوثة مجنونة ثملة بحب زوج أهملها بفعل حماقة حدثت بينهما قبل أيام .حمرة شفتيها رُسمت بأناقة بالغة، صدرها شبه عاري وتسبح في واديه حروف زوجها الاربعة .. دقات قلبها تتلاطم خوفاً من الفشل والخيبة لكنها أصرت على أن تُرجع زوجها الى الطريق الصحيح .. اعترضته حافية القدمين وساقين سمراوين تذوب لهما الأفئدة ..غيرةٌ كامنة أتخمت صدرها لزوج عشق الجفاء ..تفاجأ بها وأصابه برود غير مسبوق وقال لها : مابك ياامرأة دعيني أخرج ..فأجابته بغنج جميل : كلا ولمَ الخروج ألا أعجبك؟ ألا يكفي الخصام؟ وهل نسيت أنني زوجتك النقية؟ ألا تعلم أنني ظمانة بنهر حبك؟ أرجوك أن لاتتركني كل ليلة أسيرة الحرمان ..فقد مزقني شوقك ومللت الانتظار وعشت أياما صعبة ألا يكفي القطيعة ونحن في بيت واحد ألا يكفي من تنهدات المساء التي أنهكتني بسببك عد لي أرجوك وسأكون لك الزوجة والام والاخت والصديقة وكذلك النادل الذي يخدمك كما تحب .. كانت وقفتها المسترخية على الباب والعيون الساحرة ذات الظلال الخفيفة والكلمات الجميلة التي امتدت في أوردته خيوط حب أرعبت فيه السكون وأثارت فيه صخب عاطفة ساكنة .اغواءٌ قاتل لايمكن الوقوف أمامه ومناخ جميل زاخر بربيع عشق وحرارة أنثوية جاذبة استوجب عليه توقيع ميثاق حياة جديدة زاخرة بالاشواق والقبل ..... في أول الأمر ذهل من كلامها ولكن سرعان ما احتضنته واحتضنها وقبًل أحدهما الاخر وقال لها اذا كنت ظمانة بي فأنا سكران بك حد الثمالة .

 

عبد الرزاق جاسم السماوي

 

في نصوص اليوم