نصوص أدبية

الكلمات المحترقة

ابراهيم الخزعليحين اتّصلت هاتفيّاَ بصديقي الذي تعودّت أن أبدأ معه بمزحةٍ، وهو يكملها، ولكن هذه المرة بعد أن سألته أين أنت، كان جوابه ليس طبيعيا، قائلا:

أنا في بارك ساكولنيكي مع ناتاليا، فهي دعتني للأحتفال معها في عيد ميلاد إبنها الوحيد الذي أكمل الثلاثين من عمره، وفارق الحياة في العام الماضي !

فالذي سمعته، وصل شحنة كهربائية صاعقة، لامست شيئا كامنا في قلبي، فتصاعد أشبه ما يكون بدخان في عينيَّ، إرتسمت فيه صورة أمي وهي تُشيّعني حيّا الى مقبرة الأحياء في الغربة، حيث مثواي الأخير، بينما أنا في ذلك، إذ إنتشلني رنين جرس الهاتف الذي انحنيت لألتقطه بعد أن سقط من يدي من دون أن أشعر، فاخترق سمعي صوت ناتاليا الحزين، فأردت أن أرد عليها، لكن الكلمات التي كانت على لساني، قد تلاشت مع الدخان في عينيَّ ...

 

قصة قصيرة جدا

الدكتور ابراهيم الخزعلي - موسكو

 

في نصوص اليوم