نصوص أدبية

في صباح يوم مشمس

ترك اخي مكانه

كنا نلعب في المروج

حيث اليعسوب الاسود ...

تعوّد ان يطير

اراد ان يخبرني شيئاً ...

لكن قبل ان تخرج الكلمات

من شفتيه الرقيقتين

وقع فرع شجرة عليه

فجأة

وقبل ان نعرف انه الموت

رحل الى الموت

 

البسناه ثياباً بيضاء

زيّنا رأسه بتاج من الورود

غطيناه ببتلات الزهور

ثم احرقنا جثته

باشجار تحرس القبر

تركناه وحيداً في المقبرة الباردة المقفرة

بصوت اجش قال الكاهن

" لا تحزنوا لانه بالتأكيد

قد تحول الى ملاك صغير

وهو يجلس في احضان الله

فهي عادة ...

ان يتحول الابرياء والاطفال

الى ملائكة بعد الموت"

خادمنا القديم

همس في اذني ...

ليس هذا صحيحاً

 

هي عادة ...

ان يتحول الاطفال بعد الموت

الى يراعات وطيور

لم افكر ...

كلام من هو الاصح

كنت افكر في تلك الكلمة

التي لم يلفظها اخي

ماذا كان يريد ان يقول؟

مرت سنين طويلة على رحيله

والاشياء الوحيدة التي بقيت

هي حذائه المليئ بالطين

قميصه المعبأ برائحة الحليب

فاكهة في جيبه

فرع من شجرة عيد الميلاد

وافكاره الحزينة

حتى اليوم ...

وعندما تستقر الشمس بين الاشجار

افكر في تلك الكلمة

التي لم يلفظها

ماذا يمكن ان يكون قد حصل؟

اين تكمن تلك الكلمة؟

ماذا عن افكار الموت

التي لم يتشاركها ...

او يحكها لاحد؟

في اي جانب ستكون؟

في النهاية

اين يبحثون لهم عن مأوى؟

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1277 الاثنين 04/01/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم