نصوص أدبية
الضوء الممزق
الى جدي العزيز احمد صالح رحمة الله عليه
الذي علمني التصوف والبوح في سحابة السكوت
وذاكرة كالدلو تجرح ماءه
وتسرق من أيدي السحاب سماءَهْ
لأنّ رمال العمر فـــيه توغــــــلت
لتملأَ من طين السراب إناءه
لأنّ نبـــــوءات الــطريق تضله
ترى كــــلَّ دربٍ لا يـريــد لقاءه
يســـير ولا يدري مــــــداه وكلما
مشى ضوؤه عادت خطاه وراءه
فيــرسم آفاقاً بريشـــة وهــــمـــه
ويغتال ثـــقبٌ بالفراغ فــــــضاءه
ومن خشب الآمال صاغ سفينةً
ليحمل فوق الامنيات غناءه
فلم يدرِ أنّ الموج ارسل جنده
وفيه شراع العجز زاد عناءه
كناي الصبا يغري شفاه سنينه
لـيـحـــبس فـــي ثقب الانين هواءه
هو الشك في طير الخليل وناره
وغــــربــــةُ جبً لـم يلاقِ دلاءه
هو البحر من بعد الجفاف فملحه
ثـــيــابٌ تغطّي بالجراح عـــراءه
وداءٌ تــــرى ألقى عليه غياهباً
ليغتال من مجرى الوريد ضياءه
ثمانون عاماً والظــــلام يـــلـــفه
ومـــعــول أحـــزانٍ يهد بــنـــاءه
***
زيد صالح