نصوص أدبية

بكل هذا الحزن

يمكنك ان تصنع كائنك الاليف

كائن اجوف صغير ياكل من اكلك ينام في فراشك

ويشرب من ذات الكأس

كائن يعرف قصة قلبك المثخن بالجراح

يفهم مغزى الشمع الذي يختم شفتيك

يعرف تاريخ كل شدخ في روحك المهشمة

كائن يمكنه في كل هذا الصمم

ان يحدس حروفك الناقصة

ان يفهم مغزى هذا الشرود

ان يفسر معنى ان تزدحم الغيوم ويشح المطر

ثم لاييقى ساكنا

يمكنك أن تصنع بيتا كبيرا

بكل هذا الحزن

بيت مدجج بالليل بالبرد والخوف والوحده

بالأفكار المحشوة بالموت والخوف والصراخ

بيت تتسلل منه النجوم خلسة وتلمع من عينيك

فيصر الآخرون انك هنا

وان هذا الظل الخجول ليس إلا أنت

يمكنك أن تغزل فرحا صغيرا بكل هذا الحزن

فرح شفاف كجنح زهرة حالمة

زورق يحمل كل ورود العشق

كل الضحكات التي غادرت قلبك

بينما تغرق وحيدا في عمق الغروب

في مثل هذه الليلة وببطء رهيب

وكأنك تمشي وحيدا على ظهر القمر

وبلهفة ان تكتشف الحب للمرة الأولى

ستفتح أجنحة كنزك الكبير

لتعرف ان المعجزة انطفأت

في هذه الليلة ستستسلم أخيرا روحك المجهدة للظلام

لمرارة عشقه الأزلي لك

لأسراره الرصاصية التي أخرست ربيع غزلانك

لذكريات فرح بعيد ماتزال ترقص حول شاهدك الأخرس

في مثل هذه الليلة

ستنصت بلا خوف لاعترافات روحك الشاحبة

لغور أقدامك وهي تبتعد

للتلاشي المتوهج في عمق الأفق

في هذه الليلة وبكل هذا الحزن

يمكنك ان تكتفي بالصمت

دون ان يجرؤ احد ان يتهمك بالقسوة

بكل هذا الحزن

يمكنك ان تصبح الها

***

بان الخيالي