نصوص أدبية

ذاكرة الطين

ضياء العبوديتخيل:

انك لم تختنق ..

وان الوجوه التي تحاصر قصبة هوائك ..

محض تراب على كتفك الايسر ..

مازلت تقبع هناك ..

منذ الف رصيف ..

تردد اغنياتك على اضواء المنازل الفقيرة ..

تخيل ان خنصرك لم يقطع ..

وان حرب الجنوب انتهت ..

لتمنحك حانوتا تحت جسر الرفيق القواد ..

تبيع صور القتلى في ارضك الحرام..

شهداء ورهبان وقديسون ..

وجوههم تزج بك في حرب اكثر حربا ..

تخيل ان رائحة المدارس لم تاذن لاوراقك السمراء ان تسقط ..

اولادك العشرة ..

يدفيء اقدامهم فراشك المصاب بالف شظية ..

تجوالك في عيون الله ..

يهبك تراتيلا ممنوعة من البوح ..

تغرف فيها من بحر الجوع لاحفادك.

ويحك ايها العنيد كصليب ..

اما زلت تنتظر مصلوبا يشبهك ..

تحتضن اطرافه ..

لتكتمل عندك النبوءة ؟؟

تخيل ايها المجنون؟

فهل كنت ستبدأ ؟؟!!!

***

ضياء العبودي

 

 

في نصوص اليوم