نصوص أدبية

مع سبقِ الإصرارِ والترصّد أُدلّعنُ للغياب

فاتن عبد السلام بلانما زال حرفي يُدلّعن للغيابِ

يمدُّ قشّةَ الأرقِ  بـ الغرق

يربطُ ياءَ الليلِ بـ ياءِ العين

 موّالَ شوقٍ

على نوتةٍ من  ورق !!

*

مع سبقِ الإصرارِ والترصّد

أُدلّعنُ لـ الغياب

(دلعن دلعونة دلعن دلعونة

هني اللي غابوا وهني دبحونا)

أرمي عليكَ يمينَ الوداع

بـ قصيدةٍ / وردةٍ /  قُبلة

ولا رجعة من زهايمر الضياع

فـ العصمةُ بين فكّيّ الرحى

والعُدّةُ لا تجَرْشِ الهباء !

سأندّفُ صُفرةَ جدائلي بذورًا

وأشخصنُها سُنبلات

يتمايلن بـ (اِنتظر)

في تلويحاتِ الفُراق

وأحبلُ  بـ ملامحكَ

في منفايّ الورقيّ

بـ أجنّةِ قصائد

و بطونِ ذكريات

أقيّصرُ الوجعَّ

وأخيطُ الحبلَ السُّرّي

غُرزًا حولَ آهي وجروحي

ونبيذًا يُخدّرُ كرمةَ جنوني

وخُبزًا يرمّمُ أشعارَ شجوني

أُلبّئُ بؤبؤيَّ الشرهيْن

من أثداءِ (حكايتي معك)

وأهوّدُ لـ البكاء (يالله تنام)

الأكفُّ عواصفُ غفْوٍ

والحضنُ رمالٌ ساكنات

*

 يامن تحدُّ جهاتي الأربع

بـ ربوبيّةِ مساماتك

والخامسة بـ رغوةِ روحكَ

يامن لا عدد / لا حصر لك

لا رجوعَ منك/ لا توبةَ عنك

أنت الحب (تكعيب) آهي

 بـ (ألفيتين) من جرحي

 خارجَ مداراتك

  العشقُ اِحتمالاتٌ نسبية

  لا مُطلقَ إلّاكَ

في كينونةِ هوايَّ

 من نُطفةِ ذاكرتي

أتوالدُ / أتكاثرُ بك

أتلوّنُ / أزهرُ  منك

 مفغورة خطاياك

مُبرَّأة بـ صكوكِ عفوي

مشوّبة بـ حُمرةِ دعائي

فوقَ مآذنِ سبَحاتي

وأجراسِ صُلباني

 في فواتحِ المُنعّمينَ بـ الأزل

وثالوثِ المُعمّدينَ بـ الأبد

مشاعري خُلاسيةُ النهنهات

 تستعيذُ من أبوّتكَ العاقّة

 وتُبسّملُ بـ أمومتي البارّة

*

منذُ متى وأنتَ تغتالُني

بـ مومياواتِ صمتكَ

 وأنهضُ فـ أندم؟؟

تصوّبُ رصاصةَ الأرقِ

إلى محاجرِ عينيَّ

وأرى فـ أنصدم  !

و تُحنّطُ بـ زُجاجِ نظراتكَ

لمعةَ صُراخي

في حُنجرةِ (تكلّم) !

منذُ متى وأنتَ تبيعُني

إلى محطاتِ القطارات

والشوارعِ والشبابيك

 بـ حفنةِ هروب

وأنتظر حدَّ التصنّم؟؟

فـ أزمزمُ (أأنتَ صاد؟)

بـ بياضِ نواياي

وتفورُ بـ (كيف فعلتَها؟)

هدأة دماي !!

حواكيري عوائلٌ

وياسميني بيوتٌ

وأشواككَ (اهجر  تَسُدْ)

وخطواتكَ تنسنّسُ بـ سكوت

*

منذُ متى وأنتَ تُحمّلني

وِزرَ (لماذا؟) حقائبًا

على ظهرِ بساطتي

وتمسحُ أنّات مقلتيّ

 بـ مناديلِ (حُكم الأقدار)

وتقصُّ بـ (انتهى) آخرَ الكلام؟

فـ تموتُ عصافيري جائعةً

والحصادُ في أوانهِ سلال

والفزّاعةُ ثكلى

تلطمُ بـ موسمِ اللاشيء

وجهَ هشّها / وأصابعَ كشّها

وساقها البونوكيويّ * في الرمال !

*

كم مرَّ على وجعي المُكمّم

وأنتَ البعيد بـ نرجسيةِ وقتك؟

إلاما تُشير عقاربُ أنانيتكَ

 وأنت تستمخُّ بـ سجائركَ

على  تبغِ أحلامي

تضعُ ساقَ (اللامُبالاةِ) على

شبيهتها الناتئةِ بـ (اللا أهمية)؟

والعُمرُ غازٍ  وسنيني عُزْل

 والعمرُ ذبّاحٌ وأيامي كُبُوش

كيف يُشيرُ حاجبكَ بـ لا

وقلبي يومئُ بـ نعم؟

تتخفّى خارجَ التغطية

وكُلّي شاشات حُب

كُلّي رادارات شوق

أمسكُ بـ أكاذيبكَ مُتلبّسة

 تُمارسُ عادتها السّرية

في عتمةِ (حُبكِ إلى الجحيم)

ومُبرراتكَ المِثلية 

تتفاجرُ / تتفاحشُ

 بـ (انتهت صلاحيةُ الحب) !

يالقلبكَ الشَّاذ بـ البرودة !!

 أقسمُ بـ نزيفِ وجعي

 وخثرةِ فرحي وتشمّعِ ضحكي

 سـ أقصيهِ .. سـ أقصيهِ

من عذراوتِ عروقي

لا ولن أعترفَ بهِ

 إلا على خازوقِ نسيان

كـ مخّصيٍّ أو مسّبيٍّ

أو محّظيٍّ ولكنْ ..  موءود !

*

منذُ متى وأنا أراكَ المُنتَظرَ

في بقايا الفنجان؟

القهوةُ تناديكَ

ترجّل من بُرجِ الغمامِ

ترجّل بـ سربِ حَمام

الغزالانِ عروسان

والإشارةُ حُبِّ وبرشام

كيف لي أن أتأفيّنَ بـ حُبكَ

 وأبرّطلَ الحظَ

 بـ رشوةٍ على طاولة

(كُنتكَ خارجَ التوقّع)؟

وأقامره على عودتكَ

  بـ عشرينَ ضحكة

وثلاثينَ أمنية

 وأربعينَ أغنية

وخمسينَ وهمٍ

ومئتيّ سهمٍ

وعُمري ورقة

في الروزنامةِ السماوية

وقد انقضى الوقتُ

ودّعَ الساعةَ الرملية !

*

كيف أراهنُ على لقائك؟

وأنتَ تحتالُ بـ طاقيّةِ الإخفا

تُكرّكبُ أفكاري ولا أراك !!

 تتربّعُ بين درفاتِ صدري

يتأوّهُ بكَ نبضي

أنتَ واحدٌ صحيح

في يُتمِ قلبي

ما أقلَّ عددكَ وما أكثركَ بي !!

وأنا نونُ النسوةِ في علوّها

 جمعتُ الزرقاء

فوق تاجي نواميسًا

في مآقيَّ نوافيرًا

 وفي خاناتِ هوامشك

كانت الإناثُ أعدادًا

مثنى وثُلاث ورُباع و.. إلخ

زوجات / صديقات

مؤنسات / مُمتعات

تحتَ شِعارٍ مُتطرّف

(تتشابهُ النساءُ  في السرير) !

 من أنا بينَ اللائي

رمّمنَ أضلاعكَ التالفة

وزرعنَاكَ  بدلَ أعوجكَ

بـ  ألفِ ضلعٍ مستقيمٍ؟؟

ويا ليتكَ ما تبلَّهَتَ

قبلَ طوافِ الرحيل

وما استجشتَ

من طينِ الشّلل

 بـ ماءِ القيامة !!

*

ما زلتُ أحبكَ وأحبكَ

 حتى آخر فقرةٍ بريئة

 في عموديّ الجنونيّ

وما زالت رئتُكَ صدئة مُثقّبة

تُهرّبُ أكسجينَ الغواية

 إلى حدودٍ مأهولةٍ بـ الخطيئة 

أنتَ منتصبَ الألفِ في اِثنتين

(أنا ظالم)

ويا .. ليلاكَ أن تعترف !!

ابنُ قلبي خديجٌ صغير

مُصابٌ بـ لوكيميا الخيبة

نامَ على جُرعةِ (لا بأس)

فـ الفقراء لا قطع غيار لهم

 وهيهات أن ينهضَ السكرابُ

من بين الركام !

*

مازالَ حرفي يُدلّعنُ لـ الغياب

 على أوفِ الوحدة يُؤفِّف

و لـ حزنِ الميجنا يُكفكف

ويزجلُ ويعاتبُ ويُدفدف

يمدُّ قشّةَ الأرقِ  بـ الغرق

يربطُ ياءَ الليلِ بـ ياءِ العين

 موّالَ شوقٍ

على نوتةٍ من  ورق

على نوتة من

.... ورق !!

***

فاتن عبدالسلام بلان

.......................

البونوكيويّ: نسبة إلى اللعبة الخشبية الشهيرة بونوكيو

 

في نصوص اليوم