نصوص أدبية
أيها الآتي أسرع ..
سَماؤك أيها الآتي
تُنذر بالنهايات
في أُتون يَــمّ عميق،
و تَنثُــر بَشائرَ السماء
على ضِفاف الطريق .
و أنا أرقب خلف الساعات
مصائرَ الأحـــــلام،
و تَوارِي الأمس الغريق..
هناك حيث المساءات
تنأى وئيدة
كلما تَدَنّى قرص الشمس
من العيون،
و انْحنى بهاءُ المغيب على الجفون .
هناك حيث المسافات تنغمس
في غَمــر الخطى الوئيدة .
حيث تستبد الرّعشة بالأنامل العنيدة،
كلما همت باحتجاز البوح
على شفا الأوراق،
وحين يعترف الصمت وتنفلت الأشواق.
سأنسج طيف الحكاية
من شذى الفجر المُوفِ على الساحات،
و أفُــكُّ شَفرة البوح الوليد،
لأُجلي الحقيقة عن وقف الآيات،
و أمسحُ من على جبين الوطن
بؤس الولاة وأَدْران الزّناة .
لستُ أشكو اغترابي وصدودَ الحياة.
فقد تَدَلّى ما تبقى من عناقيدِ العُمر
المُسَجّــى على أعتاب الخريف.
وهذا حطام الأمل تذروه الأيام،
وتقرأ على مَبْسِمِه السلام .
يتهادى كالريح المرسلة
إذا ما أَذِن الخريف ..
أو طاف على الطلل طائف من الرصيف،
يمرغه عَرَقُ الرغيف..
و يَنقادُ إليه الوجَــعُ،
دون كلل يسابقُ التعبَ اليومي
حين يَنثالُ كما الأحلام ..
سراب يَنسِلُ من خلفِ العيون،
وخيباتٌ تَحفر لُحودا للظُّــنون.
***
محمد المهدي ـ المغرب